الصحة

الساركوما: السرطان المنسي الذي لا يقل عدوانية عن أكثر الأنواع شهرة

رغم هيمنة سرطانات معروفة مثل الثدي والرئة والبروستات على المشهد الطبي والنقاشات العامة، إلا أن هناك أنواعًا أخرى من السرطان لا تحظى بذات الانتباه، رغم خطورتها وتعقيدها، ومن أبرزها الساركوما، التي تُعد من أكثر أنواع السرطان صعوبة في التشخيص والعلاج.

ومع اقتراب شهر التوعية بالساركوما في يوليو/تموز من كل عام، يتحول الاهتمام نحو هذا النوع النادر من السرطان، الذي يظل مجهولًا لدى كثيرين، رغم تأثيره البالغ على المصابين به.

ما هي الساركوما؟

الساركوما ليست مرضًا واحدًا، بل مصطلح يُطلق على مجموعة معقدة من أكثر من 70 نوعًا مختلفًا من السرطانات، التي تنشأ من الأنسجة التي تكوّن أعضاء الجسم، مثل العظام، والأعصاب، والعضلات، والأوعية الدموية، والأنسجة الدهنية.

ورغم ندرتها، تمثل الساركوما تحديًا صحيًا عالميًا، إذ تشكّل ما بين 1% و2% من سرطانات البالغين، و6–15% من سرطانات الأطفال، و11% من سرطانات المراهقين والشباب، وفقًا لدراسات طبية موثوقة.

أنواع الساركوما الرئيسية

توضح هيلين سترادلينغ، رئيسة المنتدى الوطني للساركوما في المملكة المتحدة، أن الساركوما تصنّف إلى نوعين رئيسيين:

  • ساركوما العظام، ويشمل أكثر أشكالها شيوعًا:
    • الساركوما العظمية
    • ساركوما يوينغ
  • ساركوما الأنسجة الرخوة، وتشمل:
    • الساركوما العضلية الملساء
    • الساركوما الشحمية
    • أورام السدى المعدية المعوية (GIST)

وتشير سترادلينغ إلى أن اسم “الساركوما” لا يوضح بحد ذاته مكان الإصابة، خلافًا لأنواع أخرى مثل سرطان الثدي أو الرئة، ما يزيد من صعوبة التشخيص.

الأعراض والعلامات التحذيرية

بالنسبة لساركوما الأنسجة الرخوة:

العلامة الأبرز هي ظهور كتلة تنمو أو تتغير بمرور الوقت، وقد لا تكون مؤلمة. وتُحذر سترادلينغ من تجاهل أي كتلة في الأنسجة الرخوة، خاصة إذا كانت تزداد حجمًا أو تغيرت فجأة.

بالنسبة لساركوما العظام:

يكون الألم أو التورم في العظام هو العرض الرئيسي، وغالبًا ما يتفاقم ليلاً أو لا يستجيب لمسكنات الألم.

وتضيف هيلين:
“إذا كنت تعاني من ألم في العظام دون إصابة معروفة، ولا يزول بالعلاج التقليدي، ويوقظك من النوم، فقد تكون هذه إشارة تحذيرية مهمة.”

بالنسبة لأورام الجهاز الهضمي:

قد تكون أكثر خفاءً، ويصعب اكتشافها مبكرًا، وتظهر أحيانًا في شكل انتفاخ، أو دم في القيء أو البراز.

كيف يتم تشخيص الساركوما؟

عادة ما يبدأ الطريق إلى التشخيص عبر زيارة الطبيب العام أو أخصائي العلاج الطبيعي أو الممرض، حيث يتم تقييم الكتلة أو الألم.

  • في ساركوما الأنسجة الرخوة، يبدأ التشخيص عادة بـ الموجات فوق الصوتية.
  • أما في ساركوما العظام، فتُستخدم الأشعة السينية كخطوة أولى.

إذا أثارت النتائج الأولية الشك، يتم إجراء فحص بالرنين المغناطيسي، يليه أخذ خزعة من الورم، لتحديد النوع الدقيق من الساركوما، وهو أمر أساسي لتخطيط العلاج المناسب.

خيارات العلاج

العلاج الأساسي للساركوما هو الجراحة، وتهدف إلى إزالة الورم بالكامل مع جزء من الأنسجة السليمة المحيطة، لتقليل احتمالية عودته.

وفي حالات معينة، يتم استخدام:

  • العلاج الكيميائي
  • العلاج الإشعاعي

وغالبًا ما يُدمج هذا العلاج مع الجراحة لتحقيق أفضل النتائج.

كما هو الحال مع باقي أنواع السرطان، الاكتشاف المبكر للساركوما يمنح فرصًا أفضل للعلاج الناجح، ويقلل من خطر تفشي المرض في الجسم.

زر الذهاب إلى الأعلى