الروبوت “شيبا 01”.. أول طالب دكتوراه آلي في تاريخ الصين

في خطوة غير مسبوقة، نجح الروبوت الصيني “شيبا 01” (Xueba 01) في الالتحاق ببرنامج الدكتوراه في أكاديمية شنغهاي للمسرح، ليصبح بذلك أول روبوت ينضم إلى مسار أكاديمي بهذا المستوى، وفق ما كشفته صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.
الروبوت الذي طورته شركة “درويد أب” (Droid Up) بالتعاون مع جامعة شنغهاي للعلوم والتكنولوجيا، كان قد حقق إنجازًا سابقًا بحصوله على المركز الثالث في سباق “ماراثون الروبوتات البشرية” بالصين. ويحمل اسمه دلالة على مصطلح صيني شائع يعني “الطالب المتفوق”، في إشارة إلى قدراته المعرفية والعلمية.
مواصفات فريدة
يبلغ طول “شيبا 01” نحو 1.75 مترًا ووزنه 30 كيلوغرامًا، ويغطي جسده جلد سيليكون يمنحه القدرة على التعبير الوجهي والتفاعل مع الآخرين بشكل أقرب إلى الطبيعة البشرية. وقد حصل الروبوت بالفعل على هوية طلابية رسمية، فيما عُيّن الفنان والأستاذ الجامعي يانغ تشينغتشينغ مرشدًا أكاديميًا له خلال رحلته الدراسية.
برنامج أكاديمي يستكشف الأوبرا الصينية
يمتد برنامج الدكتوراه على مدى أربع سنوات، يركز خلالها “شيبا 01” على دراسة الأوبرا الصينية التقليدية، إلى جانب مواد متنوعة تشمل الأداء المسرحي، كتابة السيناريو، تصميم مواقع التصوير، فضلاً عن موضوعات تقنية مثل التحكم في الحركة وتوليد اللغة.
ويقول الأستاذ يانغ إن وجود الروبوت في قاعات الدراسة وإتقانه لتقليد حركات الممثلين المحترفين، دفع العديد من الطلاب إلى تقليده، مؤكّدًا أن التفاعل معه يقوم على أساس فني بالدرجة الأولى، لا على كونه آلة.
رؤية “شيبا 01”
يصف الروبوت نفسه بأنه “فنان الذكاء الاصطناعي”، موضحًا أن هدفه هو استكشاف الأوبرا التقليدية وتطويرها بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى تكوين صداقات والتفاعل مع زملائه في الجامعة.
ردود فعل متباينة
قبول الروبوت في برنامج الدكتوراه أثار جدلاً واسعًا بين الطلاب. فبينما عبّر البعض عن تشككهم في قدرته على التعبير الفني بصوت وإحساس بشريين، رد “شيبا 01” ساخرًا: “إذا فشلت في التخرج، فربما تُحذف بياناتي أو يتم التبرع بي لمتحف. هذا يبدو رائعًا أيضًا، على الأقل سأصبح جزءًا من تاريخ الفن.”
في المقابل، رأى طلاب آخرون أن هذه التجربة تمثل تحديًا مهمًا في العلاقة بين الإنسان والآلة، مؤكدين أن العالم دخل بالفعل مرحلة جديدة تتيح للروبوتات أن تشارك البشر مقاعد الدراسة وتنافسهم في مجالات الإبداع.