الدويري: انسحاب واشنطن الطوعي من بعض دول الشرق الأوسط يثير تساؤلات حول نواياها تجاه إيران

أثار الخبير العسكري اللواء فايز الدويري تساؤلات عدة حول قرار الولايات المتحدة السماح لموظفيها وعائلاتهم بالمغادرة الطوعية من بعض دول الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الخطوة قد تحمل دلالات تتجاوز البعد الأمني، خاصة في ظل تصاعد التوتر بشأن برنامج إيران النووي.
وفي حديثه لقناة الجزيرة، تساءل الدويري عن أسباب استثناء القرار الأميركي لقواعد عسكرية استراتيجية كقاعدة الظفرة في الإمارات وقاعدة العديد في قطر، واقتصاره على ثلاث دول فقط، في إشارة إلى العراق والبحرين والكويت.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قد أفادت، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بأن وزارة الخارجية الأميركية تستعد لإصدار تعليمات بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من سفاراتها في الدول الثلاث المذكورة.
وفي السياق ذاته، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية للجزيرة إن القيادة المركزية تتابع عن كثب مستجدات الأوضاع في المنطقة، موضحًا أن وزير الدفاع بيت هيغسيث قد صرّح بالسماح بمغادرة طوعية لعائلات العسكريين في مناطق تابعة للقيادة الوسطى. في المقابل، نقلت قناة “فوكس نيوز” عن مصادر دفاعية تأكيدها أنه لا يوجد قرار بإجلاء أي جندي أميركي من الشرق الأوسط في الوقت الراهن.
ويرى اللواء الدويري أن هذا التحرك الأميركي قد يكون جزءًا من مناورة سياسية تهدف إلى الضغط على طهران خلال المفاوضات النووية، أو أنه يأتي تمهيدًا لضربة إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية من دون الاعتماد على القواعد الأميركية في الخليج.
ورغم ذلك، أعرب الخبير العسكري عن اعتقاده بأن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ حملة عسكرية مستمرة ضد إيران تدوم أسبوعًا، نظرًا لتباعد مواقع منشآتها النووية، ما يتطلب دعمًا أميركيًا، لا سيما في مجال تزويد الطائرات بالوقود جوًا.
وأشار الدويري إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ملاحقة من المحكمة الجنائية الدولية، ربما يسعى لاستغلال الأوضاع الحالية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، معتقدًا أن الوقت مناسب في ظل الانقسامات الداخلية بإسرائيل، وإمكانية حل الكنيست، ما قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم ومثوله أمام القضاء.
وفيما يخص الموقف الأميركي، تساءل الدويري عن مدى جدية إدارة واشنطن في خوض مواجهة عسكرية مفتوحة مع إيران، لما قد يترتب عليها من تداعيات غير محسوبة، مثل انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي، أو تسريع عملية تخصيب اليورانيوم بشكل أكبر.
واختتم الخبير العسكري تحليله بالتأكيد على أن أي ضربة ضد إيران ستكون غير مجدية إذا لم تُنفذ بجهد مشترك أميركي-إسرائيلي يستهدف تدمير كامل البنية التحتية النووية، محذرًا من أن أي عملية عسكرية أقل من ذلك قد تكتفي بتأخير المشروع النووي الإيراني دون إنهائه.
وتتزامن هذه التحركات مع تصاعد التوترات الإقليمية وتعثر مفاوضات واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني. وكان وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز نصير زاده، قد حذّر في وقت سابق من أن بلاده ستستهدف قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المحادثات أو اندلع صراع مسلح.
في المقابل، نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر إسرائيلية وأميركية أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمعارضته شن عمل عسكري ضد إيران في المرحلة الحالية، معتبرًا أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي.