الأخبار الدولية

الداخلية السورية تعلن وقف الاشتباكات في السويداء وانتشار أمني لتثبيت التهدئة

أعلنت وزارة الداخلية السورية عن توقف الاشتباكات في مدينة السويداء جنوب البلاد، وإخلاء المنطقة من مقاتلي العشائر، وذلك عقب انتشار وحدات من قوات الأمن لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. في المقابل، أكد مجلس القبائل والعشائر السورية التزامه بالاتفاق، ملوّحًا برد حاسم في حال حدوث أي خرق.

وقال المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، في تصريحات متأخرة مساء السبت، إن الحكومة بذلت جهودًا مكثفة لضمان تنفيذ الاتفاق، مضيفًا أن قوات الأمن الداخلي انتشرت في شمال وغرب محافظة السويداء.

ورصدت قناة الجزيرة تحركات أرتال أمنية في محيط المدينة، استعدادًا للدخول وتثبيت وقف إطلاق النار.

وفي السياق ذاته، أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية سحب جميع مقاتليه من المدينة، التزامًا بالاتفاق، محذرًا من أن أي خرق من قبل “المجموعات الخارجة عن القانون” سيُقابل بردّ قاس من أبناء العشائر.

انتشار أمني وتفعيل مؤسسات الدولة

من جانبها، أوضحت وزارة الإعلام السورية أن قوات الداخلية والأمن العام بدأت بالفعل المرحلة الأولى من الانتشار في المحافظة، في إطار تفاهمات التهدئة وفضّ الاشتباك بين الأطراف المتنازعة.

وأضافت الوزارة أن لجنة طوارئ حكومية متعددة القطاعات باشرت مهامها لتسريع وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، تمهيدًا للمرحلة الثانية التي تتضمن إعادة تفعيل المؤسسات الحكومية، يعقبها انتشار تدريجي ومنظم لقوى الأمن الداخلي في كامل المحافظة.

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة السورية إرسال قافلة طبية عاجلة إلى السويداء، ضمّت 20 سيارة إسعاف مجهّزة بالكامل، بالإضافة إلى فرق طبية متخصصة وكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الإسعافية.

مطالب بحماية دولية

في المقابل، ناشدت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بتحمّل مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين، مؤكدة أن أبناء الطائفة مارسوا حقهم في الدفاع عن النفس خلال الأيام الماضية، في ظل استمرار الهجمات من قبل “عصابات مسلحة” لم تلتزم بالاتفاق.

ودعت الرئاسة الروحية إلى فرض حماية دولية مباشرة للطائفة الدرزية في سوريا.

اتفاق شامل وتفاصيل المراحل

وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت في وقت سابق التوصل إلى اتفاق شامل وفوري لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وذلك بعد مشاورات مع ممثلي الفصائل الدرزية.

وحذرت الرئاسة من أن أي انتهاك لهذا الاتفاق يُعد مساسًا بالسيادة الوطنية وسيقابَل بإجراءات قانونية حازمة وفقًا للدستور والقوانين السارية.

من جانبه، استعرض وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى تفاصيل الاتفاق، مبينًا أن المرحلة الأولى تشمل نشر قوات الأمن الداخلي في أغلب مناطق الريف الغربي والشمالي للسويداء، إضافة إلى الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدن لمنع الاحتكاك.

أما المرحلة الثانية، فتتضمن فتح معابر إنسانية بين السويداء ودرعا لتأمين خروج المدنيين والجرحى، بينما تشمل المرحلة الثالثة تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار أمني تدريجي يهدف إلى استعادة الحياة الطبيعية وفرض سيادة القانون.

خلفية الاشتباكات

تجدر الإشارة إلى أن محافظة السويداء شهدت منذ الأحد الماضي مواجهات دامية بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، تطورت لاحقًا إلى أعمال انتقام متبادلة، زادت حدّتها بعد انسحاب القوات الحكومية يوم الأربعاء الماضي بموجب اتفاق مع قوى محلية.

وقد عرقلت غارات إسرائيلية، بزعم “حماية الدروز”، الجهود الحكومية في تهدئة الأوضاع.

وبحسب وزارة الصحة السورية، أسفرت الاشتباكات عن مقتل 260 شخصًا وإصابة 1698 آخرين، فيما وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 321 قتيلًا، من بينهم نساء وأطفال وعاملون في المجال الطبي.

زر الذهاب إلى الأعلى