الأخبار الوطنية

افتتاح النسخة الثالثة من الأسبوع الوطني للثقافة والفنون بنواذيبو تحت شعار «عطلتك… ثقافة وسياحة»

افتتح معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، مساء أمس في مباني المعهد العالي المهني للغات والترجمة والترجمة الفورية بنواذيبو، النسخة الثالثة من الأسبوع الوطني للثقافة والفنون تحت شعار: «عطلتك … ثقافة وسياحة».

تتضمن فعاليات هذا الأسبوع مجموعة متنوعة من المواضيع الثقافية والفنية، بالإضافة إلى عروض تراثية ومسابقات، إلى جانب حملات توعية حول قضايا الوحدة الوطنية، والمواطنة، وتعزيز ثقافة السلم والتماسك الاجتماعي، مع تسليط الضوء على الدور الحيوي للشباب، وتشجيع السياحة الداخلية، ومحاربة المخدرات والسلوكيات الضارة التي تعيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي. كما تركز الفعاليات على أهمية القراءة والمطالعة للفرد والمجتمع، فضلاً عن معالجة ظاهرة الأطفال فاقدي السند العائلي.

وخلال كلمته، أكد معالي الوزير أن الإنجازات النوعية التي شهدتها الساحة الثقافية والفنية في السنوات الأخيرة كانت ثمرة توجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي اعتبر الثقافة والفن رافدين أساسيين للحفاظ على الهوية الوطنية ودعامتين للتنمية المستدامة.

وأشار إلى جملة من المكاسب التي تحققت في فترة وجيزة، منها تأسيس المعهد الوطني للفنون، وإطلاق جائزة رئيس الجمهورية للفنون الجميلة، وإنشاء إدارة متخصصة للفنون، وإصدار مرسوم مجلس مهنيي الفن وبطاقة الفنان المهني، بالإضافة إلى تنظيم النسخة الأولى من مهرجان الموسيقى، ورعاية عدد من القامات الفنية والأدبية والثقافية، والاستعداد لإطلاق معرض نواكشوط الدولي الأول للكتاب.

ولفت معاليه إلى التقدم الملحوظ في رفع مكانة التراث المادي واللامادي، بدءًا بمحظرة نالت اعتراف اليونسكو كموروث عالمي، مرورًا بملحمة «صمبا غلاديو» التي تمثل رمزًا للآباء والشهامة والتماسك الاجتماعي، واعتماد السوننكية كلغة عابرة للحدود دوليًا، إضافة إلى تسجيل العديد من عناصر التراث الوطني ضمن التراث الإسلامي والعربي. كما ينتظر اعتماد ثقافة إيمراغن وإنتاجها التراثي قريبًا، مع العمل على تصنيف مواقع أثرية هامة مثل أزوكي وكومبي صالح وآوداغوست.

وفي ما يخص البنية التحتية الداعمة للفعل الثقافي، أكد الوزير على مشاريع مستقبلية تشمل بناء الحي الثقافي الذي سيكون بمثابة قصر للثقافة، إلى جانب إنشاء قرى تراثية ومسارح رومانية في نواكشوط، بالإضافة إلى تعميم المتاحف والفضاءات السمعية البصرية في عواصم الولايات.

ودعا معاليه إلى اعتبار هذه الأيام مناسبة تجمع بين البهجة والوعي، مبرزًا أن مدينة انواذيبو، بسواحلها ورمالها وسكانها، ستكون منبرًا للذاكرة ومسرحًا للمستقبل. وشدد على أن نسخة هذا العام تمثل استجابة عملية لدعوة فخامة رئيس الجمهورية للمواطنين وقوى العمل لقضاء عطلاتهم الصيفية داخل الوطن، لاستكشاف تنوعه، ودعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز الروابط مع الأرض والمجتمع.

من جانبه، أشاد رئيس المجلس الجهوي لداخلت انواذيبو، السيد محمد المامي ولد أحمد بزيد، بأهمية هذا الحدث الثقافي الحيوي، مؤكداً أنه سيعزز الحركة الثقافية المحلية، ويساهم في صقل مهارات الشباب، وتعزيز روح الانتماء والمواطنة، وترسيخ قيم التعاون والمنافسة الشريفة.

بعد حفل الافتتاح، قام معالي الوزير والوفد المرافق له بجولة في المعرض المقام على هامش الفعالية، والذي ضم جناحًا للمعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد، وآخر للكتب والمخطوطات التاريخية المحلية، وجناحًا لعرض لوحات ورسوم فنانين من المدينة، بالإضافة إلى جناح خاص بالصناعات التقليدية مثل الحلي وأدوات الزينة والأواني المنزلية.

حضر الحفل عدد من مستشاري الوالي، وحاكم مقاطعة انواذيبو، والعمدة المساعد لبلدية نواذيبو، وقادة القطاعات العسكرية والأمنية في الولاية، إلى جانب مجموعة من أطر قطاع الثقافة، ونشطاء المجتمع المدني، وبعض الفاعلين في المجالات الثقافية والرياضية.

زر الذهاب إلى الأعلى