الأخبار الدولية

اغتيال صحفيي الجزيرة في غزة.. الصحف الفرنسية تتهم إسرائيل باستهداف ممنهج لإسكات الحقيقة

حظي اغتيال صحفيي قناة الجزيرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي بتغطية واسعة في الصحف الفرنسية، التي ركزت على موجة الغضب العارمة التي اجتاحت الأوساط الإعلامية والمنظمات الدولية. وتساءلت صحيفة “ليبراسيون” صراحة: هل أصبح الصحفيون أهدافاً مباشرة؟، مشيرة إلى أن الصحفي أنس الشريف بات مصدر إحراج لإسرائيل، في ظل إصراره على نقل الحقيقة من قلب غزة رغم المخاطر.

وأبرزت الصحيفة أن التبريرات الإسرائيلية، التي وصفت الشريف بأنه “إرهابي مأجور” منتحل صفة صحفي، لم تقنع منظمة “مراسلون بلا حدود”، التي اعتبرته “صوت المعاناة التي تفرضها إسرائيل على فلسطينيي غزة”. المنظمة طالبت بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن استناداً إلى القرار 2222 لعام 2015 بشأن حماية الصحفيين في مناطق النزاع، كما أعلنت تقديم أربع شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الجيش الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب بحق الصحفيين في غزة.

من جانبها، اتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إسرائيل باستهداف الخيمة التي كان يقيم فيها خمسة من موظفي الجزيرة، مؤكدة أن ذلك يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي. وأشارت المفوضية إلى أن ما لا يقل عن 242 صحفياً فلسطينياً قُتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مجددة المطالبة بضمان وصول آمن ودون عوائق لجميع الصحفيين إلى القطاع.

صحيفة “لاكروا” وصفت أنس الشريف، الذي يتابعه نصف مليون شخص على منصة “إكس”، بأنه أصبح مرجعاً عربياً وعالمياً في نقل صورة الحرب على غزة، خاصة في ظل منع إسرائيل دخول الصحافة الأجنبية إلى القطاع. وذكّرت الصحيفة بوصيته الأخيرة التي أكد فيها أنه رغم الألم والفقد لم يتردد يوماً في نقل الحقيقة، مختتماً رسالته بدعوة صادقة لعدم نسيان غزة، على الرغم من تهديدات إسرائيلية استهدفته منذ أشهر، ومقتل والده وتدمير منزله.

أما موقع “ميديا بارت” فقد سلط الضوء على دور الشريف في توثيق القصف والحصار والجوع في شمال غزة بعد 7 أكتوبر، وذكر أسماء الصحفيين الآخرين الذين اغتيلوا معه، بينهم محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، محمد نوفل، محمود عليوة، ومحمد الخالدي. كما نقل إدانة المقررة الخاصة للأمم المتحدة، إيرين خان، التي أكدت أن عمليات القتل والاعتقال التعسفي ومضايقة الصحفيين وتدمير البنية التحتية الإعلامية تمثل استراتيجية إسرائيلية ممنهجة لطمس الحقيقة.

صحيفة “لوباريزيان” وصفت يوم مقتل ستة صحفيين، بينهم خمسة من الجزيرة، بأنه يوم أسود في تاريخ حرية الصحافة، مشيرة إلى أن الهدف الواضح من هذه الاستهدافات هو فرض تعتيم إعلامي شامل. كما استشهدت بإحصائيات صادمة تؤكد أن عدد الصحفيين الذين قُتلوا في غزة منذ أكتوبر 2023 يفوق إجمالي من قتلوا في أوكرانيا، وحرب فيتنام، والحرب العالمية الثانية مجتمعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن استهداف الصحفيين لم يقتصر على الجزيرة وحدها، بل شمل عمليات تدمير ممنهج لمقار وسائل الإعلام، بينها مكاتب وكالة الصحافة الفرنسية، في إطار سياسة متواصلة لإسكات الأصوات المستقلة وكسر الشهود على ما يحدث في غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى