الرياضة

ازدواجية الجنسية تعيد الجدل في الجزائر: بين إغراء فرنسا وحلم “محاربي الصحراء”

عاد النقاش مجدداً في الأوساط الكروية الجزائرية حول ملف اللاعبين مزدوجي الجنسية، الذين ظلوا على مدى عقود محور منافسة مفتوحة بين المنتخبين الجزائري والفرنسي، في سباق محتدم لاستقطاب أبرز المواهب ذات الأصول الجزائرية.

يبرز هذا الجدل بعد أيام قليلة من التحاق ماجنـاس أكليوش، نجم موناكو، بصفوف منتخب فرنسا لأول مرة، في وقت ما زالت الجزائر تسعى لإقناع لاعبيها المولودين في فرنسا بارتداء قميص “محاربي الصحراء”. ويأتي ذلك بعد حالة مماثلة عاشها ريان شرقي، نجم مانشستر سيتي، الذي اختار بدوره اللعب لفرنسا رغم المساعي الحثيثة للاتحاد الجزائري لضمه.

شرقي، الذي تدرج في أكاديمية أولمبيك ليون قبل أن يلمع اسمه مع المنتخب الفرنسي للشباب والأولمبي، شارك مؤخراً في دوري الأمم الأوروبية مع “الديوك”، وسجل هدفاً حاسماً في نصف النهائي أمام إسبانيا. وأكد في تصريحات صحفية أن الاتحاد الجزائري لم يتواصل معه رسمياً، في حين تحدثت تقارير عن ضغوط قوية مارسها ناديه السابق ليون لدفعه نحو تمثيل فرنسا.

أما أكليوش، فقد حسم خياره بالانضمام إلى فرنسا رغم اعترافه بأن الجزائر “بلده الأم”، مشيراً إلى أن مسيرته الطويلة مع الفئات السنية الفرنسية شكلت العامل الحاسم في قراره. استدعاؤه الأخير من طرف المدرب ديديه ديشان جاء تتويجاً لتألقه مع موناكو محلياً وأوروبياً.

وتثير هذه القرارات استياء واسعاً في الشارع الجزائري، الذي يرى في الممارسات الفرنسية، سواء عبر الأندية أو الجهاز الفني للمنتخب، ضغوطاً منظمة على اللاعبين المزدوجي الجنسية. الإعلامي الجزائري إسماعيل أمقران أكد في تصريح للجزيرة نت أن العلاقة الوثيقة بين ديشان وبعض الأندية الفرنسية، خصوصاً ليون، ساهمت في “تحويل وجهة” أكثر من موهبة جزائرية الأصل، على غرار بنزيمة وفقير، مشدداً في الوقت نفسه على أن عدم استقرار الاتحاد الجزائري ساهم بدوره في خسارة بعض النجوم.

ومع ذلك، لا تخلو الصورة من نجاحات؛ فقد تمكنت الجزائر من استقطاب أسماء بارزة مثل رياض محرز، إسلام سليماني، ورامي بن سبعيني، إضافة إلى ريان آيت نوري الذي فضّل الجزائر بعد تجربة مع منتخبات فرنسا للفئات السنية.

المقارنة مع التجربة المغربية تبقى حاضرة أيضاً؛ إذ نجح “أسود الأطلس” في إقناع عدد من اللاعبين المزدوجي الجنسية في أوروبا، أبرزهم إبراهيم دياز وحكيم زياش، بالانضمام إلى المنتخب المغربي رغم محاولات إسبانيا وهولندا لضمهم.

ورغم خسارة الجزائر لبعض الأسماء اللامعة، فإن النقاش ما يزال مفتوحاً حول مستقبل المواهب القادمة، ومدى قدرة الاتحاد الجزائري على وضع استراتيجية مستقرة لاستقطاب “أبناء الجالية”، بما يضمن توازن كروي أفضل أمام المنافسة الفرنسية الشرسة.

زر الذهاب إلى الأعلى