الصحة

ابتكار جهاز ماسي محمول لتشخيص سرطان الثدي المنتشر دون إشعاع أو سمّية

طوّر فريق من الباحثين جهازاً طبياً مبتكراً يعتمد على الخصائص الفريدة للألماس لتشخيص سرطان الثدي المنتشر بدقة عالية، ويتميز بكونه غير سام وغير مشع، إضافة إلى حجمه الصغير الذي يسمح باستخدامه كأداة يدوية، ما يوفر حلاً متطوراً لتحدٍ كبير يواجه جراحي الأورام.

يعتمد الجهاز على مستشعر ماسي للمجالات المغناطيسية، يعمل عبر اكتشاف جسيمات أكسيد الحديد النانوية (سائل التتبع المغناطيسي) التي تُحقن في الورم قبل أو أثناء الجراحة، ثم تنتقل مع الخلايا السرطانية إلى العقد الليمفاوية. وبذلك يمكن للمستشعر تحديد موقع السائل بدقة وتحديد الغدد الليمفاوية التي يجب استئصالها لمنع انتشار الورم.

الدراسة أُجريت في جامعة وارويك بالمملكة المتحدة ونُشرت في دورية Physical Review Applied بتاريخ 12 أغسطس/آب الجاري، كما تناولها موقع EurekAlert. وأكد الباحثون أن تشخيص السرطان يصبح أكثر صعوبة عند انتقال الخلايا إلى أعضاء أخرى، وهو ما يحدث عادة عبر الجهاز الليمفاوي، الذي يُعد جزءاً أساسياً من جهاز المناعة والدورة الدموية.

ويُعتبر فحص العقد الليمفاوية المعيار الذهبي للكشف عن النقائل السرطانية وتحديد مسار العلاج المناسب.

تصميم مبتكر وحساسية فائقة

أوضح أليكس نيومان، الباحث المشارك وطالب الدكتوراه في قسم الفيزياء بجامعة وارويك، أن هناك حاجة ماسة إلى وسائل آمنة ومتعددة الاستخدامات للكشف عن السرطان. وأضاف:

“تمكّنا من تصغير رأس المستشعر إلى 10 ملم فقط، ليصبح أول مستشعر ماسي قادر على اكتشاف سائل التتبع المغناطيسي، كما أنه حساس لدرجة تمكنه من رصد جزء من مئة من الجرعة السريرية المعتادة”.

ويعتمد التصميم المدمج للجهاز على ماسة صغيرة ومغناطيس دائم مثبت على رأس المستشعر، مما ألغى الحاجة إلى أجهزة إلكترونية كبيرة، وسمح بتطوير أداة محمولة متعددة الاستخدامات، يمكن حتى استخدامها عبر المنظار.

دور الألماس في التقنية الجديدة

من جهته، أوضح البروفيسور جافين مورلي، قائد فريق البحث بجامعة وارويك، أن قدرة الألماس على استشعار المجالات المغناطيسية تعود إلى ما يُعرف بـ”مراكز شغور النيتروجين”، التي تمنحه أيضاً لونه الوردي المميز. وأكد أن هذه المراكز تمكّن الألماس من اكتشاف التغيرات الدقيقة جداً في الحقول المغناطيسية.

بديل آمن للتقنيات التقليدية

رغم أن تتبع الخلايا السرطانية ليس أمراً جديداً، إلا أن الطرق التقليدية تعتمد غالباً على مواد مشعة تتطلب تجهيزات خاصة وإجراءات سلامة إضافية، أو على أصباغ زرقاء قد تسبب حساسية لدى بعض المرضى. أما الجهاز الماسي الجديد فيقدم بديلاً أكثر أماناً، وأكثر حساسية، وقابلاً للاستخدام في نطاق أوسع من المستشفيات حول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى