اقتصاد

إيلون ماسك يحذر من “دوامة ديون قاتلة” تهدد مستقبل الاقتصاد الأميركي

واصل الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وأغنى رجل في العالم بحسب تصنيفات فوربس، إطلاق تحذيراته القوية بشأن المسار الاقتصادي الخطير الذي تسلكه الولايات المتحدة، وسط تصاعد غير مسبوق في مستويات الدين العام.

وخلال مشاركته في قمة “All In”، حذّر ماسك من دخول الاقتصاد الأميركي في ما وصفه بـ”دوامة ديون لا يمكن السيطرة عليها”، مشيرًا إلى أن الديون السيادية الأميركية تجاوزت 37 تريليون دولار، وهو رقم قياسي يثير مخاوف عميقة في الأوساط المالية والسياسية على حد سواء.

وقال ماسك إن “مدفوعات الفائدة على الدين الأميركي أصبحت الآن تفوق ميزانية وزارة الدفاع”، محذرًا من أن الولايات المتحدة “تتجه نحو مأزق وجودي” ما لم يسهم الذكاء الاصطناعي والروبوتات في إيجاد حلول مبتكرة وجذرية للأزمة المالية.

تضخم الدين الأميركي وهاجس الانهيار

وأشار تقرير فوربس إلى أن الارتفاع الهائل في الدين العام الأميركي جاء نتيجة الإنفاق الضخم خلال جائحة كورونا، إلى جانب سياسات رفع أسعار الفائدة التي عمّقت العجز وزادت تكلفة خدمة الدين. وأضاف التقرير أن هذه التطورات تغذي المخاوف من أزمة مالية كبرى قد تهدد مكانة الدولار كعملة احتياط عالمية.

وفي هذا السياق، ذكّر ماسك بانتقاده المتكرر للحكومة الأميركية، مؤكدًا أن “النظام الحكومي غير قابل للإصلاح”، قبل أن ينشر مقطعًا من مقابلته على منصة إكس (تويتر سابقًا)، التي يملكها، ملمّحًا إلى أن العملات الرقمية قد تمثل البديل الواقعي للنظام النقدي التقليدي.

الفدرالي الأميركي والبيتكوين في دائرة الضوء

تزامنت تصريحات ماسك مع صدور بيانات التضخم لشهر أغسطس/آب، والتي أظهرت ارتفاع الأسعار بنسبة 2.9% على أساس سنوي، مما دفع مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير، ليبدأ دورة جديدة من التيسير النقدي.

وأدى هذا القرار إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى مستوى قياسي معدّل بالتضخم، كما شهدت صناديق البيتكوين المتداولة تدفقات مالية ضخمة تجاوزت 757 مليون دولار في يوم واحد، وهي الأعلى منذ يوليو/تموز الماضي.

وقال غادي شايت، مدير الاستثمارات في بنك “إكس إيه بي أو”، إن “البيتكوين يجذب رؤوس الأموال كتحوط ضد مختلف السيناريوهات المحتملة، سواء تم خفض الفائدة بـ25 أو 50 نقطة أساس”.

تصاعد التوتر السياسي وتلميحات نحو تبني البيتكوين

من جهة أخرى، أشار تقرير فوربس إلى أن الانقسام السياسي في واشنطن يفاقم المشهد الاقتصادي تعقيدًا، حيث صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه على رئيس الفدرالي جيروم باول، ملمّحًا في تصريحات سابقة إلى إمكانية استخدام البيتكوين لسداد جزء من الدين القومي.

في المقابل، لمّح ماسك إلى أن حزبه السياسي الجديد، الذي أطلق عليه اسم “حزب أميركا”، قد يتبنى رسميًا العملات الرقمية، إذ أجاب على أحد الأسئلة عبر منصة “إكس” قائلًا:

“العملات الورقية ميؤوس منها… لذلك نعم”.

مراقبون: الولايات المتحدة تعيد تشكيل قواعد النظام المالي

ويرى محللون أن تصريحات ماسك تعكس إدراكًا متزايدًا داخل الأوساط الاقتصادية العالمية بأن الولايات المتحدة تحاول إعادة صياغة قواعد أسواق الذهب والعملات الرقمية كجزء من إستراتيجية أوسع للتعامل مع عبء الدين الهائل.

وبحسب المستشار الروسي أنطون كوبياكوف، فإن واشنطن تسعى إلى “إعادة كتابة القواعد المالية الدولية” بما يضمن استمرار نفوذها الاقتصادي رغم التحديات المتصاعدة، في وقت تتزايد فيه الأصوات التي ترى في البيتكوين ملاذًا محتملاً من الانهيارات المالية المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى