إيلون ماسك في مرمى الانتقادات بسبب مشروع حاسوب عملاق ملوث للهواء في ممفيس

واجه الملياردير الأميركي إيلون ماسك انتقادات حادة على خلفية مشروعه الجديد لبناء حاسوب فائق القدرات في مدينة ممفيس بولاية تينيسي، والمخصص لتشغيل شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي “إكس إيه آي” (xAI). وتدور الاتهامات حول تسبب هذا المشروع في تلوث بيئي كبير، خاصة في منطقة تقطنها غالبية سمراء تاريخيًا تعاني بالفعل من مشكلات صحية ناجمة عن التلوث الصناعي.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان، يتهم السكان المحليون مشروع “إكس إيه آي” بأنه من بين أكبر مصادر تلوث الهواء في المقاطعة، بينما يدافع بعض المسؤولين المحليين عن المشروع بزعم أنه يمثل استثمارًا اقتصاديا مهمًا للمدينة.
جلسة استماع حاسمة واتهامات بالتضليل
من المقرر أن تنعقد أول جلسة استماع رسمية لوزارة الصحة في الولاية لبحث القضية، وسط توتر متصاعد. وقد كشفت مصادر أن شركة “إكس إيه آي” وزعت منشورات دعائية على السكان المحليين تُحاول الترويج لانبعاثات منخفضة، في وقت تعمل فيه جماعات حماية البيئة على جمع بيانات دقيقة بشأن حجم التلوث الفعلي.
توربينات دون تصاريح ورسائل سرية
تصاعدت الأزمة عندما كشف مركز القانون البيئي الجنوبي أن الشركة قامت سراً بنقل ما لا يقل عن 35 توربيناً تعمل بالميثان إلى الموقع دون الحصول على التصاريح القانونية اللازمة، بهدف تشغيل الحاسوب العملاق المعروف باسم “كولوسس” (Colossus). وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية والتصوير الحراري أن 33 توربيناً كانت تعمل فعلياً، مما يزيد من المخاوف بشأن التلوث الناتج.
تصريحات متضاربة ومخاوف صحية
من جانبه، صرح بول يونغ، عمدة ممفيس، أن شركة “إكس إيه آي” تستخدم فقط 15 توربيناً من أصل 35، وأنها تقدمت بطلب رسمي للحصول على التصاريح المطلوبة. لكن هذه التصريحات تتعارض مع ما كشفه مركز القانون البيئي من خلال رصده لأنشطة التوربينات.
المحامية أماندا غارسيا من مركز القانون البيئي الجنوبي وصفت الأمر بأنه “مروع”، مشيرة إلى أن السكان يعيشون دون علم بحجم التلوث الذي يتعرضون له يوميًا، نتيجة لتشغيل هذه التوربينات دون رقابة أو شفافية.
مشروع عملاق في منطقة هشة بيئيًا
أعلن ماسك في يونيو 2024 عن خطط إنشاء الحاسوب العملاق “كولوسس” في ممفيس، لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي “غروك” (Grok)، داخل منشأة تعادل مساحتها 13 ملعب كرة قدم، مع نية لتوسعتها لاحقًا.
ويثير هذا المشروع مخاوف حقيقية نظرًا لاعتماده على كميات هائلة من الطاقة، في منطقة لطالما عانت من التلوث الصناعي والأمراض المرتبطة به مثل الربو والسرطان، بحسب تقارير محلية.
منشورات مجهولة المصدر تثير الجدل
في محاولة للحد من الانتقادات، وزعت جهة مجهولة تُدعى “الحقائق فوق الخيال” منشورات تدافع عن توربينات الغاز التابعة لـ”إكس إيه آي”، وتزعم أنها أنظف من تقنيات الديزل والفحم، وتخضع لرقابة حكومية. لكن كلاً من وكالة حماية البيئة وإدارة الصحة في مقاطعة شيلبي نفيا منح أي تصاريح لتشغيل تلك المولدات.
النائب المحلي جاستن بيرسون عبر عن استيائه من هذه المنشورات، معتبرًا أنها تحتوي على معلومات “كاذبة” تهدف لتضليل السكان. وقال في منشور على إنستغرام: “غاز الميثان يسبب نوبات ربو وأمراضًا تنفسية، والهواء النظيف حق من حقوق الإنسان”.
دعوات للمحاسبة والمشاركة المجتمعية
دعا بيرسون المجتمع المحلي إلى الحضور المكثف لجلسة الاستماع المقبلة، مؤكدًا ضرورة التصدي للمعلومات المضللة ومطالبة الجهات المختصة بتحمل مسؤولياتها في حماية صحة المواطنين.
في ظل هذا التصعيد، يُنتظر أن تشهد جلسات الاستماع المقبلة جدلاً واسعًا بين المدافعين عن المشروع باعتباره استثمارًا تقنيًا رائدًا، والمعارضين له الذين يرون فيه تهديدًا بيئيًا وصحيًا خطيرًا على سكان المنطقة.