إرشادات طبية هامة لمرضى السكري والأمراض المزمنة خلال صيام رمضان

البروفيسورة إينا دانكفاه، عضو الجمعية الألمانية لمرض السكري، توصي المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بمراعاة بعض الإرشادات المهمة خلال الصيام في شهر رمضان المبارك، وذلك للحفاظ على صحتهم وتجنب أي مضاعفات محتملة.

1- الأدوية

يؤثر الصيام على عملية التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى تفاعل الجسم بشكل مختلف مع الأدوية. لذا، يجب على المرضى، وخاصة الذين يتناولون الأدوية المدرة للبول لعلاج ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب، تعديل جرعاتهم تحت إشراف طبي، لتفادي الجفاف الناتج عن فقدان كميات كبيرة من السوائل.

كما يُوصى بتناول أدوية ضغط الدم المحتوية على المادة الفعالة “ليركانيديبين” قبل الوجبات، حيث إن تناولها بعد وجبة كبيرة قد يعزز مفعول الدواء بشكل غير متوقع، مما يزيد من خطر التعرض لجرعة زائدة.

2- مرض السكري

يختلف مرضى السكري في حالتهم الصحية ومدى تأثرهم بالصيام. فمرضى السكري من النوع الأول معرضون لمخاطر عالية من المضاعفات أثناء الصيام، لذلك يُفضل لهم الامتناع عن الصيام، حيث قد يؤدي الامتناع الطويل عن الطعام إلى تقلبات حادة في مستويات السكر في الدم، مع زيادة خطر الإصابة بنوبات انخفاض السكر. أما إذا قرروا الصيام، فيجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي دقيق مع مراقبة مستمرة لمستوى السكر في الدم.

من ناحية أخرى، يمكن لمرضى السكري من النوع الثاني الصيام إذا كانت المخاطر الصحية منخفضة. ومع ذلك، يُنصح بمراجعة الطبيب مسبقًا لضبط جرعات الأدوية إذا لزم الأمر، مع الالتزام بقياس مستوى السكر في الدم بانتظام.

في حال عدم استقرار مستويات السكر، يجب على المريض إنهاء الصيام فورًا. ويمكن التعرف على انخفاض السكر من خلال أعراض مثل الرعشة، الدوار، أو إذا انخفضت نسبة السكر في الدم إلى أقل من 70 ملغ/ديسيلتر. أما علامات ارتفاع السكر، فتشمل التبول المتكرر، التعب، الارتباك، الغثيان، وارتفاع مستوى السكر في الدم إلى أكثر من 300 ملغ/ديسيلتر.

3- التخطيط الذكي للوجبات

تتميز وجبة الإفطار في رمضان بالأطعمة الدسمة والحلويات، مما قد يؤثر سلبًا على مرضى السكري. لذا، يُنصح بتجنب المشروبات المحلاة والحلويات، والاعتماد على الحبوب الكاملة، البقوليات، الخضروات، والبروتينات قليلة الدسم للحفاظ على استقرار مستويات السكر.

أما وجبة السحور، فمن الأفضل أن تتضمن أطعمة غنية بالألياف الغذائية، مثل منتجات الحبوب الكاملة، التي تساهم في الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يساعد على توازن مستويات السكر في الدم أثناء ساعات الصيام.