ثقافة

إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة نيستاد الدولية للأدب ويعزز حضور السردية الفلسطينية عالمياً

تُوج الكاتب الفلسطيني الأردني إبراهيم نصر الله بجائزة نيستاد الدولية للأدب في دورتها الـ29، إحدى أبرز الجوائز الأدبية العالمية، والتي يشار إليها في الأوساط الأدبية أحياناً باسم “نوبل أميركا”.

وتُمنح الجائزة بالتناوب مع جائزة “إن إس كيه” (NSK) لأدب الأطفال والشباب، تكريماً للإنجاز الأدبي البارز على المستوى العالمي، ويحصل الفائز على 50 ألف دولار أميركي، ونسخة طبق الأصل من ريشة نسر مصنوعة من الفضة، بالإضافة إلى شهادة تقدير رسمية.

وتضمن العائلة المؤسسة للجائزة استمرارها من خلال وقف سخي من فروعها في دالاس ودنفر وبوسطن، بينما يتكون فريق التحكيم من مؤلفين عالميين بارزين لضمان استقلالية القرار وحمايته من أي ضغوط تجارية.

وجاء فوز نصر الله تتويجاً لمسيرته الأدبية الغنية والمميزة. فقد ولد عام 1954 في عمان بالأردن لعائلة فلسطينية اقتُلعت خلال نكبة 1948، ونشأ في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين.

وبدأ حياته المهنية معلماً في السعودية، قبل أن يصبح واحداً من أكثر الكتّاب العرب إنتاجاً، حيث نشر أكثر من 40 عملاً بين الشعر والرواية، واشتهر بسلسلة “الملهاة الفلسطينية”. تتناول أعماله قضايا المنفى والهوية والمقاومة، وقد ترجمت إلى عدة لغات، ما أكسبه شهرة دولية كأحد أبرز الأصوات الأدبية العربية المعاصرة، إلى جانب كونه رساماً ومصوراً فوتوغرافياً.

وعقب إعلان الفوز، عبّر نصر الله للجزيرة نت عن سعادته بهذه المساحة التي تتيحها الجائزة للسردية الفلسطينية في زمن الإبادة، مؤكداً أهمية وصول الصوت الفلسطيني إلى العالم على مستويات إنسانية ووطنية وتاريخية وإبداعية، خاصة مع المنافسة الشديدة بين الكتاب العالميين. وأضاف: “بهذا، تؤكد الجائزة المكانة الأدبية للنص العربي والنص الفلسطيني كجزء أساسي من تاريخ الأدب وتطوره”.

وجاء ترشيح نصر الله للجائزة على يد الكاتبة البريطانية الفلسطينية شيرين مالهبر، الحائزة على جوائز في الرواية وأدب الأطفال، والمعروفة بدفاعها عن الأصوات الفلسطينية الأصيلة في الأدب والإعلام. وأوضحت مالهبر أن أعمال نصر الله تتناول موضوعات إنسانية عامة منسوجة داخل النضال الفلسطيني، مما يتيح للقراء التفاعل بعمق مع فلسطين بعيداً عن الإطار الاستعماري، مؤكدة أن أعماله أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لتقديم رؤية حقيقية عن فلسطين للعالم.

من جانبه، رأى روبرت كون ديفيس-أونديانو، المدير التنفيذي لمجلة “عالم الأدب اليوم”، أن فوز نصر الله سيكون “لحظة فارقة في إعادة تعامل الغرب مع الثقافة الفلسطينية”.

وأعلنت كاثي، ممثلة عائلة نيستاد، فوز نصر الله خلال مهرجان نيستاد الأدبي السنوي، مؤكدة أن مهرجاناً أدبياً سيُعقد خريف 2026 لتكريم نصر الله وإرثه الأدبي.

وتتميز جائزة نيستاد بمكانتها الرفيعة والتزامها بالتميز، كونها من الجوائز القليلة التي تتيح المنافسة للروائيين والشعراء والكتاب المسرحيين على حد سواء، ويُعتبر أي كاتب حي في أي مكان بالعالم مؤهلاً لنيلها.

وقد سبق ترشيح الشاعر الفلسطيني غسان زقطان للجائزة، بينما ضمت قائمة الفائزين والمرشحين السابقين أسماء بارزة عالمياً مثل الألباني إسماعيل كاداريه، الصومالي نورالدين فارح، الجزائرية آسيا جبار، السويدي توماس ترانسترومر، المكسيكي أوكتافيو باث، الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، وغيرهم من رموز الأدب العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى