إبراهيم نصر الله يحصد جائزة نيستاد الدولية للأدب… “نوبل أميركا” تتوّج السردية الفلسطينية

تُوِّج الكاتب الفلسطيني الأردني إبراهيم نصر الله بجائزة نيستاد الدولية للأدب في دورتها الـ29، وهي واحدة من أرفع الجوائز الأدبية العالمية وأكثرها تأثيرًا، ويُطلق عليها في الأوساط الثقافية لقب “نوبل أميركا” لما تحمله من مكانة مرموقة واعتراف أدبي عالمي.
وتُمنح الجائزة بالتناوب مع جائزة “إن إس كيه” لأدب الأطفال والشباب، تقديرًا لإنجازات أدبية مميّزة على الساحة العالمية، ويحصل الفائز على جائزة مالية قدرها 50 ألف دولار، إلى جانب مجسّم من ريشة نسر فضية وشهادة تكريم رسمية. ويُشرف على الجائزة نخبة من أبرز الكتّاب العالميين لضمان استقلالية الترشيحات وحيادها بعيدًا عن الاعتبارات التجارية.
مسيرة أدبية مُلهمة
حصول نصر الله على هذا التكريم الدولي الرفيع يأتي تتويجًا لمسيرة إبداعية امتدت لعقود، فقد وُلد في عمّان عام 1954 لأسرة فلسطينية هجّرت من وطنها إبّان نكبة 1948، ونشأ في مخيم الوحدات للاجئين. بدأ مسيرته المهنية معلمًا في السعودية قبل أن يكرّس حياته للأدب، وينتج أكثر من 40 عملًا أدبيًا بين الشعر والرواية، أبرزها سلسلة “الملهاة الفلسطينية” التي منحت الأدب الفلسطيني صوتًا عميقًا ومؤثرًا عالميًا.
وقد تميزت أعماله بتناول قضايا الهوية والمنفى والمقاومة، وترجمت إلى عدة لغات، مما جعله أحد أبرز الكتّاب العرب المعاصرين تأثيرًا وانتشارًا، إلى جانب اشتغاله بالفنون البصرية من تصوير ورسم.
ردود فعل وتأكيد على حضور فلسطين الأدبي
في أول تعليق له بعد إعلان الفوز، عبّر نصر الله عن اعتزازه بهذه الجائزة، معتبرًا إياها مساحة جديدة للروح الفلسطينية في زمن الإبادة، ومؤكدًا أهمية وصول الصوت الفلسطيني للعالم على المستويات الإنسانية والوطنية والتاريخية والإبداعية. وأوضح أن الجائزة تؤكد مكانة النص العربي والفلسطيني في مسيرة الأدب الإنساني.
جاء ترشيح نصر الله للجائزة من الكاتبة البريطانية الفلسطينية شيرين مالهبر، التي أشادت بأعماله ووصفتها بأنها نافذة إنسانية تُقدّم فلسطين خارج الخطاب الاستعماري، مؤكدة أن الوقت قد حان ليرى العالم الحقيقة الفلسطينية.
من جهته، قال روبرت كون ديفيس-أونديانو، المدير التنفيذي لمجلة عالم الأدب اليوم، إن تتويج نصر الله “لحظة فارقة في إعادة صياغة علاقة الغرب بالثقافة الفلسطينية”.
جائزة عالمية مرموقة
أُعلن فوز نصر الله خلال مهرجان نيستاد الأدبي السنوي، وأكدت هيئة الجائزة تنظيم مهرجان خاص في خريف 2026 لتكريمه والاحتفاء بإرثه الأدبي. وتتميز الجائزة بأنها مفتوحة أمام الروائيين والشعراء والكتاب المسرحيين من مختلف أنحاء العالم، ما يعزز قيمتها وشمولها.
وقد سبق أن ضمت قائمة الفائزين والمرشحين أسماء أدبية عالمية بارزة مثل إسماعيل كاداريه، نور الدين فرح، آسيا جبار، توماس ترانسترومر، أوكتافيو باث، وغابرييل غارسيا ماركيز، مما يعكس وزن الجائزة ومكانتها.
تتويج جديد للأدب الفلسطيني
يمثل هذا الفوز إضافة نوعية لمسار الأدب الفلسطيني على الساحة العالمية، ويعزز حضوره في زمن تتطلع فيه الأصوات الثقافية الفلسطينية إلى توسيع مدى تأثيرها عالميًا، وفرض حضورها خارج حدود السياسة والصراع، عبر الإبداع والفن والفكر.







