الصحة

“أورفورغليبرون”: أقراص فموية واعدة تضاهي فعالية “أوزمبيك” في خفض الوزن وتنظيم السكر

كشفت دراسة علمية حديثة عن فعالية دواء تجريبي جديد يُدعى أورفورغليبرون (Orforglipron)، يُتناول عن طريق الفم، في تحقيق نتائج مماثلة لحقنة أوزمبيك (Ozempic) الأسبوعية في خفض الوزن وتنظيم مستويات السكر في الدم، وهو ما يشكل اختراقًا واعدًا في مجال علاجات السمنة والسكري من النوع الثاني.

وقد عُرضت نتائج الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للسكري، الذي انعقد في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي بين 20 و23 يونيو/حزيران الماضي، وحظي بتغطية من صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

حل فموي قد يغيّر قواعد اللعبة

تشير تقديرات إلى أن واحدًا من كل ثمانية بالغين في الولايات المتحدة قد استخدم بالفعل أدوية مثل ويغوفي أو زيباوند، التي تعتمد على الحقن الأسبوعية. غير أن الشكل الفموي لأورفورغليبرون يثير اهتمامًا كبيرًا بين الأطباء والمستثمرين، باعتباره أسهل استخدامًا وأكثر جاذبية للمستخدمين، ما قد يوسع من دائرة الاعتماد على أدوية فقدان الوزن.

وكغيره من أدوية هذه الفئة، يعمل أورفورغليبرون على محاكاة هرمون GLP-1 الذي يلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الشهية ومستويات الغلوكوز في الدم.

وفي تجربة شملت أكثر من 500 شخص من المصابين بالسكري من النوع الثاني، أظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا أعلى جرعة من أورفورغليبرون فقدوا في المتوسط نحو 16 رطلاً (ما يعادل 7.25 كغم) خلال 9 أشهر، بينما شهد نحو ثلثي المشاركين تحسنًا ملحوظًا في مستويات السكر في الدم.

وتخطط شركة إيلي ليلي (Eli Lilly)، المطورة للدواء، لنشر بيانات إضافية حول استخدامه لدى المرضى المصابين بالسمنة في وقت لاحق من هذا العام، مع نية التقدم بطلب للحصول على موافقة تنظيمية مبدئية لعلاج السمنة، يعقبها لاحقًا طلب لمؤشر علاجي خاص بالسكري.

ورغم أن سعر الدواء لم يُعلن بعد، تشير الشركة إلى أن إنتاج الأقراص سيكون أقل تكلفة مقارنة بإنتاج الحقن البيولوجية المعقدة.

ناهضات GLP-1: عائلة دوائية فعالة ولكن محدودة

ينتمي أورفورغليبرون إلى فئة ما يعرف بـ ناهضات مستقبلات GLP-1، وهي أدوية تعمل على تحفيز المستقبلات التي يستهدفها هرمون GLP-1 (الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1)، مما يساعد على تقليل الشهية وتحسين ضبط السكر.

وتشمل هذه الفئة مجموعة متنوعة من الأدوية، أبرزها:

  • سيماغلوتيد (Ozempic / Wegovy / Rybelsus)
  • دولاغلوتايد (Trulicity)
  • ليراغلوتايد (Victoza / Saxenda)
  • إكسيناتيد (Byetta / Bydureon)
  • ليكسيناتيد (Adlyxin)

ومع أن معظم هذه الأدوية تتوفر على شكل حقن، فإن الاتجاه الحالي في الأبحاث يتجه نحو أشكال فموية أو طويلة المفعول لتسهيل الاستخدام وتحسين الالتزام العلاجي.

أدوية تجريبية في الأفق: نحو فقدان وزن أكبر واحتفاظ بالعضلات

دواء أورفورغليبرون ليس وحده في مضمار التطوير، إذ يجري حاليًا اختبار أكثر من 12 علاجًا تجريبيًا، بعضها قد يصل إلى الأسواق خلال العام المقبل.

من بين هذه الأدوية، “ماريتايد” (MariTide) من تطوير شركة أمجين (Amgen)، وهو دواء يُحقن شهريًا، وقد يحقق فقدانًا أكبر في الوزن مقارنة بالأدوية الحالية، التي تتراوح فعاليتها بين 15% و20%.

يسعى الباحثون أيضًا إلى حل معضلة فقدان الكتلة العضلية المصاحبة لفقدان الوزن، وهي مشكلة تؤثر بشكل خاص على كبار السن، حيث تؤدي إلى زيادة خطر السقوط وهشاشة العظام.

وتتضمن بعض الأدوية قيد التطوير تركيبات مزدوجة تجمع بين ناهضات GLP-1 ومركبات تستهدف المستقبلات المسؤولة عن تنظيم الكتلة العضلية والدهون. كما يُجرى البحث في أدوية تحاكي هرمون الأميلين، الذي أظهرت دراسات على الحيوانات أنه يساعد على الحفاظ على العضلات أثناء فقدان الوزن، رغم الحاجة إلى بيانات إضافية على البشر.

ويظل بعض العلماء متحفظين، مشيرين إلى أن فقدان الوزن الكبير دون أي خسارة في الكتلة العضلية قد لا يكون ممكنًا تمامًا حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى