أبو ديابي.. النجم الذي حطمه تدخل واحد وسرق منه المجد

في عالم كرة القدم، نادرًا ما يجتمع الطول الفارع، والمهارة الفذة، والذكاء التكتيكي في لاعب واحد كما اجتمعت في فاسيريكي أبو ديابي. كان مشروع نجم استثنائي يُنتظر منه أن يخلّد اسمه في سجل عظماء اللعبة، لكن مسيرته طُويت قبل أن تكتمل، بسبب لحظة قاسية غيّرت مجرى حياته إلى الأبد.
وُلد ديابي في باريس عام 1986، وبدأ مشواره الاحترافي مع أوكسير الفرنسي في عام 2004، حيث سرعان ما جذب الأنظار بموهبته الفريدة، لينتقل إلى أرسنال عام 2006، وسط مقارنات بأسطورة النادي باتريك فييرا، بل وصفه البعض بأنه “الفييرا الجديد”.
امتلك ديابي كل مقومات النجومية: قامته التي بلغت 1.98 متر، قدرته على التحكم بالكرة، سرعته، ورؤيته الميدانية التي جعلت منه أحد أبرز اللاعبين الواعدين في أوروبا. لكن مسيرته الواعدة اصطدمت بعقبة كارثية في أحد لقاءات الدوري الإنجليزي ضد سندرلاند عام 2006، عندما تعرض لتدخل عنيف من اللاعب دان سميث في الدقيقة الأخيرة من المباراة، أسفر عن كسر في الكاحل وتمزق في الأربطة. ورغم قسوة الإصابة، لم يشهر الحكم سوى البطاقة الصفراء، ما أثار غضب مدربه أرسين فينغر الذي صرّح: “شاهدت التدخل مرارًا، وكان واضحًا أنه بنية الإيذاء. لو حدث ذلك في الشارع، لأدى إلى السجن”.
في المقابل، نفى دان سميث وجود نية خبيثة، معتبرًا الحادثة مجرد “سوء تقدير” يحدث أسبوعيًا في الملاعب. لكن آثار هذا التدخل كانت كارثية، إذ غاب ديابي عن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، وكذلك عن كأس العالم 2006، وتوالت بعدها سلسلة من الإصابات المتكررة.
طوال مسيرته، عانى ديابي من 42 إصابة مختلفة، جعلت اسمه مرتبطًا أكثر بغرف العلاج من الملاعب، حتى لقّبته الصحافة بـ”اللاعب الزجاجي”. ورغم كل محاولاته للعودة، لم يسعفه جسده، لتتوقف مسيرته مبكرًا، وهو في سن الثانية والثلاثين.
وفي حديث لبودكاست “ستيك تو فوتبول”، قال باتريك فييرا، أسطورة أرسنال، إن ديابي كان الأقرب في الأسلوب إليه، بل وتفوّق عليه من حيث المهارة والنزعة الهجومية، مؤكدًا أن “الإصابات وحدها هي من دمرت مسيرته”.
أعلن ديابي اعتزاله في 25 فبراير/شباط 2019، قائلاً: “قررت إنهاء مسيرتي، لقد كان من الصعب جسديًا أن أواصل. عانيت كثيرًا، ولم يعد بإمكاني العودة”.
ليست حكاية أبو ديابي مجرد قصة لاعب موهوب أوقفته الإصابات، بل حكاية عن قسوة اللحظة وظلم الحظ، حين يتحول حلم نجم إلى كابوس لا ينتهي، بسبب تدخلٍ طائش أنهى مسيرة كانت تستحق المجد.