الرياضة

يان سومر.. حارس مرمى يتحدى المنطق ويقود إنتر ميلان إلى نهائي الأبطال

في مشهد نادر في عالم كرة القدم، خطف يان سومر، حارس مرمى إنتر ميلان، الأضواء وتوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة، رغم اهتزاز شباكه بثلاثة أهداف أمام برشلونة. ففي لقاء مثير انتهى بفوز الإنتر 4-3 مساء الثلاثاء، كان لسومر اليد الطولى في قيادة فريقه نحو نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد تفوق درامي بمجموع 7-6 في لقائي الذهاب والإياب عقب التمديد.

تألق استثنائي في ليلة مجنونة

قدم سومر أداءً بطولياً في مباراة وصفت بـ”الجنونية”، متفوقًا على نفسه في تصديات مذهلة أنقذت الإنتر في لحظات مصيرية، لتكون المواجهة أكثر إثارة من لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل 3-3، وتؤكد مجددًا استحقاق الفريق الإيطالي للقب “إنتر المجنون”.

الحارس السويسري، البالغ من العمر 36 عاماً، يعيش مجددًا تحت وهج الأضواء، بعد أن أعاد للأذهان تصديه التاريخي لركلة جزاء كيليان مبابي في يورو 2020، والذي ساعد سويسرا على إقصاء فرنسا من البطولة.

صحيفة ماركا الإسبانية لم تتردد في الإشارة إلى أن سومر بات مرشحًا جادًا للفوز بالكرة الذهبية، وهو إنجاز غير مسبوق لحارس مرمى منذ سنوات.

سومر: لحظة لا تُنسى

وفي تصريحاته عقب اللقاء، قال سومر: “لا يمكنني أن أكون أكثر سعادة. عملنا بجد من أجل هذه اللحظات وهذه المباريات، من أجل إنتر ميلان”. وأضاف “أنا ضمن فريق رائع، وقد نجحنا في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال”.

تصديات خرافية وذكريات 2010

شهدت المباراة تصديات مذهلة لسومر، أبرزها إنقاذه لفرصة خطيرة من إيريك غارسيا مطلع الشوط الثاني، وتسديدة مقوسة من لامين جمال عند تعادل الفريقين 2-2، في لقطة أعادت إلى الأذهان تصدي الحارس البرازيلي خوليو سيزار لتسديدة ميسي في نصف نهائي 2010 على ملعب كامب نو.

سومر واصل التألق، وتمكن من التصدي لسبع محاولات خطيرة من لاعبي برشلونة، أبرزها إنقاذه لتسديدة قوية من لامين جمال قبل 7 دقائق من نهاية الوقت الإضافي، وهي اللحظة التي احتفل بها زملاؤه كما لو أنهم سجلوا هدفًا جديدًا.

وقال الحارس السويسري: “التصدي الأخير كان الأصعب، لأن جمال لاعب موهوب ويسدد بقوة وبطريقة غير متوقعة. ربما كان هذا التصدي هو الأهم، لأنه منحنا الثقة في اللحظات الحاسمة”.

الهدوء والتركيز.. سر النجاح

ورغم ندرة ظهوره الإعلامي، فإن سومر كان حاضرًا ذهنياً وبدنياً في قمة تركيزه. فقد أتم 61 تمريرة في اللقاء، ليحل ثانيًا بعد المدافع باستوني، وكان نقطة انطلاق لبناء الهجمات من الخلف.

السر؟ اليوغا والتأمل. سومر يؤمن بأهمية التوازن العقلي إلى جانب المهارات الفنية. يقول: “قبل المباراة، أُركز على ما يجب عليّ فعله. أمارس اليوغا وأخصص وقتاً للراحة مع العائلة. هذه اللحظات تمنحني الهدوء وتبعدني عن التوتر والضجيج”.

وأضاف: “من المهم أن تكون شغوفًا، أن تضع هدفًا وتلتزم به، لأن هناك أيامًا تكون فيها الأمور صعبة، ويجب أن تجد الدافع للاستمرار. السعادة بما تفعله تصنع الفارق، وأنا سعيد بما أقوم به”.

النهائي يقترب.. والحلم يكبر

بهذا الانتصار الملحمي، ضمن إنتر ميلان بقيادة المدرب سيموني إنزاغي مقعده في النهائي للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، وسيواجه في ميونيخ يوم 31 مايو الفائز من مواجهة باريس سان جيرمان وأرسنال، وسط ترشيحات قوية للفريق الإيطالي للظفر باللقب.

زر الذهاب إلى الأعلى