الأخبار الدولية

واشنطن تدعو للضغط على حماس لقبول دعوة بايدن إلى وقف إطلاق النار

وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن -أمس الجمعة- دعوة إلى نظرائه من السعودية والأردن وتركيا، لحث حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قبول “خريطة الطريق” الجديدة التي أعلنها الرئيس جو بايدن لوقف الحرب في قطاع غزة.

ووفقاً لموقع “أكسيوس” الإخباري، أفاد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون بأن “المقترح الإسرائيلي” الذي قدمه بايدن قد بلغ أقصى حدود المرونة الإسرائيلية، ويهدف إلى حشد الدعم الدولي للضغط على حماس للقبول بالمقترح.

وأشار المسؤولون إلى أنه في حال رفضت حماس هذا الاقتراح، فإن وقف إطلاق النار لن يكون مطروحاً، مما قد يؤدي إلى تصاعد الأزمة في غزة. وأضافوا: “الأمر الآن يعتمد على حماس، وما إذا كانت ستعود إلى طاولة المفاوضات.. بالنسبة لبايدن، هذا هو السبيل الأمثل لفتح المجال أمام إستراتيجية للخروج من الحرب”.

وفي بيان، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن بلينكن أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه من السعودية والأردن وتركيا في طريق عودته من اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في براغ، مشدداً على “ضرورة قبول حماس بالاتفاق دون تأخير”. وأكد بلينكن أن “المقترح يخدم مصالح الإسرائيليين والفلسطينيين، ويساهم في تعزيز أمن المنطقة على المدى البعيد”.

وفي خطاب ألقاه بايدن أمس الجمعة، أعلن أن إسرائيل قدمت “خريطة طريق” جديدة نحو سلام دائم في غزة، مطالباً حماس بقبول الاتفاق لأن “الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب”. وأوضح أن خريطة الطريق هذه، التي قُدمت إلى حماس الخميس عبر قطر، تمثل فرصة ينبغي عدم تفويتها.

وأشار بايدن إلى أن المرحلة الأولى التي تستمر 6 أسابيع تشمل “وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين”. وأكد أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان خلال هذه الأسابيع الستة على وقف دائم لإطلاق النار، وستستمر الهدنة طالما استمرت المحادثات.

من جانبها، أعلنت حماس أنها تنظر بإيجابية إلى مقترح وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب الاحتلال من غزة، مشيرة إلى أن الموقف الأمريكي والدعم الدولي نتاج لصمود الشعب الفلسطيني، وأنها ستتعامل إيجابياً مع أي مقترح يستند إلى وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة.

وأفادت حركة الجهاد الإسلامي بأنها ستدرس مقترح الرئيس الأمريكي وتتخذ موقفاً وطنياً يضمن وقف العدوان والانسحاب من القطاع وإعادة الإعمار وصفقة تبادل واضحة، لكنها عبرت عن شكوكها تجاه نوايا الإدارة الأمريكية، معتبرة أن موقفها قد يشير إلى تغيير محتمل في سياساتها.

وفي المقابل، أكد ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مصمم على عدم إنهاء الحرب إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، مشيراً إلى تكليفه الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لتحقيق هدف إعادة المختطفين، مع الحفاظ على المبادئ الإسرائيلية في الانتقال من مرحلة إلى أخرى.

وفي تصريح جديد اليوم، شدد نتنياهو على أن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب “لم تتغير وهي تدمير قدرات حماس وتحرير كل الرهائن وضمان عدم تشكيل غزة تهديداً لنا”. ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “بايدن لا يفهم الواقع هنا وخطابه ضعيف ويمثل انتصاراً لحماس”.

في ردود الفعل الأخرى، دعمت الخارجية الأردنية جهود التوصل إلى صفقة تبادل، مؤكدة أهمية الجهود المصرية والقطرية والأمريكية، ورفضها ربط وقف جرائم الحرب والتجويع والحصار بصفقة التبادل. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة انخراط جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، محذراً من خطورة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح على الأمن الإقليمي.

ورغم الجهود الدولية ومساعي الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة)، تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالي، مما أسفر عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتسبب في أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وفق تقارير دولية وأممية.

زر الذهاب إلى الأعلى