الأخبار الدولية

مراسلون بلا حدود غزة مقبرة للصحفيين والأكثر خطورة في العالم

مراسلون بلا حدود غزة مقبرة للصحفيين والأكثر خطورة في العالم

من أجل نقل حقيقة الوضع في قطاع غزة المحاصر وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، يتحمل الصحفيون ثمنًا باهظًا، حيث يفقدون حياتهم ويعانون من فقدان أهاليهم.

تسعى منظمة “مراسلون بلا حدود” في تقريرها السنوي الذي نشرته اليوم، إلى تسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرض لها مهنة الصحافة حول العالم، بما في ذلك عمليات الاغتيال والسجن والاختفاء.

ووصفت المنظمة الدولية قطاع غزة بـ”مقبرة الصحفيين”، حيث تتبنى إسرائيل سياسة قمع حرية الصحافة، وتنفذ عمليات اغتيال وتحجيم وتقييد حركة الصحفيين، بالإضافة إلى فرض الحصار والتهجير ومنع وصول الصحفيين الأجانب وقطع الإنترنت، إلى جانب تلقي الصحفيين تهديدات مستمرة.

أخطر دولة في العالم

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد فقد 17 صحفيًا حياتهم أثناء أدائهم لواجبهم، حسب تقرير منظمة “مراسلون بلا حدود”. من بين هؤلاء، 13 صحفيًا في فلسطين، و3 في لبنان، وآخر في إسرائيل.

وأشار مسؤول مكتب الشرق الأوسط في المنظمة، جوناثان داغر، إلى أن هذه الأرقام تمثل “الصحفيين الذين قتلوا أو استُهدفوا أثناء تأديتهم لعملهم فقط”. وأكد أن “فلسطين تعد أخطر دولة في العالم بالنسبة للصحفيين في عام 2023″، مع التأكيد على أن هذا العدد لا يعكس الواقع بشكل كامل، حيث استشهد العديد من الصحفيين الفلسطينيين الآخرين مع عائلاتهم في قصف إسرائيلي على منازلهم في قطاع غزة.

وفي مقارنة واضحة، أوضحت المنظمة أن 13 صحفيًا استشهدوا في فلسطين خلال شهرين فقط، مقابل 12 صحفيًا في أوكرانيا خلال سنتين من الحرب. وأشارت إلى التقرير الذي نشرته حول الاضطهاد الذي يواجهه الصحفيون في الضفة الغربية، حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 14 صحفيًا احتياطيًا، مع تحذير من ارتفاع هذا الرقم في المستقبل.

تراجع عدد القتلى عالميا

يكشف تقرير سنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، التي تأسست في عام 1995، عن عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء ممارستهم لمهنتهم. وخلال عام 2023، تم تسجيل وفاة 45 صحفيًا، أي أقل بـ 16 صحفيًا مقارنة بالعام الماضي.

يعزى هذا التراجع التدريجي في عدد الوفيات أثناء أداء الواجب الصحفي جزئيًا إلى زيادة الإجراءات الأمنية ونهاية التوترات في العراق وسوريا. ومع ذلك، تظل بعض الدول تشهد تحديات، حيث تعاني المكسيك من عمليات اختطاف وهجمات مسلحة على الصحفيين.

تصنف دول الشرق الأوسط بين الأكثر تعرضًا للصحفيين للقتل في عام 2023، حيث بلغ عددهم 18 صحفيًا هذا العام و 67 صحفيًا خلال الخمس سنوات الماضية، وخاصة في فلسطين ولبنان.

وفي هذا السياق، قدمت المنظمة شكوى للمحكمة الجنائية الدولية، تؤكد أن استهداف الصحفيين في غزة ومناطق أخرى يشكل جريمة حرب، وفقًا لمعاهدة جنيف وقوانين المحكمة الدولية.

وفي نهاية التقرير، يبرز التراجع في عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم، لكنه في الوقت نفسه يسلط الضوء على الوضع الكارثي في فلسطين، حيث يظل الصحفيون معرضين للمخاطر بسبب الهجمات الإسرائيلية، ويشير مسؤول المنظمة إلى أن الحماية تتطلب قرارًا سياسيًا غير متاح حاليًا.

صحفيون معتقلون

يرتفع عدد الصحفيين المحتجزين حول العالم إلى 521 صحفيًا في العام المقبل، مقارنةً بـ 569 في العام السابق. تحتل الصين المرتبة الأولى كأكبر سجن للصحفيين في العالم، حيث تحتجز 121 صحفيًا، أي ما يقرب من 23% من إجمالي الصحفيين المحتجزين.

في منطقة الشرق الأوسط، تحتل سوريا المرتبة الأولى بـ 25 صحفيًا محتجزين، تليها المملكة العربية السعودية بـ 24 صحفيًا، ومصر بـ 19 صحفيًا. في شمال أفريقيا، اعتقل العديد من الصحفيين في تونس بعد وصول قيس سعيد إلى السلطة، فيما يواجه آخرون في المغرب والجزائر أحكامًا مشددة بالسجن.

يُلاحظ أن انخفاض عدد الصحفيين المحتجزين على مستوى العالم يعود جزئيًا إلى إطلاق سراح 24 صحفيًا في إيران و23 في تركيا. وفيما يتعلق بالصحفيات، اعتُقلت 67 صحفية حتى 1 ديسمبر، وسُجنت 8 صحفيات في عام 2023. الصين وبيلاروسيا وبورما تعدّ الأكبر 3 سجون للصحفيات، بينما تلعب إيران دورًا بارزًا في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى