مجلس الأمن ينتظر موقف واشنطن ليصدر قرارا بشأن غزة
يترقب مجلس الأمن الدولي بفارغ الصبر موقف الولايات المتحدة، حيث يعتزم النص الذي يهدف إلى زيادة المساعدات لقطاع غزة أن يحظى بتأييد الأعضاء عبر التصويت، والذي تأجل مراراً على مدى الأيام السابقة. يعيش المجلس فترة من التوتر نتيجة لتقاعسه عن اتخاذ إجراءات منذ بداية النزاع بين المقاومة الفلسطينية، برئاسة حركة حماس، وإسرائيل. تم تقديم مشروع القرار الذي يحمل التوقيع الإماراتي، وخضع لمفاوضات شاقة منذ أيام.
تأجل التصويت الذي كان من المقرر أن يجرى يوم الاثنين عدة مرات، وكان آخرها أمس الأربعاء، بناءً على طلب الولايات المتحدة التي استخدمت حق النقض في الثامن من ديسمبر الماضي ضد نص سابق دعا إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في غزة، التي تتعرض للهجمات الإسرائيلية.
يطلب النص بشكل خاص من “أطراف النزاع” تسهيل دخول وتوزيع المساعدات في قطاع غزة عبر وسائل متعددة، ويدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنشاء آلية متابعة للتأكد من الطابع “الإنساني” للنزاع. ويدين المشروع كل “الهجمات العشوائية ضد المدنيين” ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن.
قالت سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة، يوم الأربعاء، إن الدول تعمل بجدية على إيجاد نص يكون له تأثير فعّال على أرض الواقع، مشيرة إلى أن هذه الجهود الدبلوماسية تحتاج إلى الوقت الكافي. وأضافت أنه في حال عدم النجاح، فإنه سيتعين الاستمرار في المحاولات، مؤكدة على الضرورة الملحة لتخفيف المعاناة في المنطقة، ولا يمكن للمجلس أن يظل في حالة فشل في هذا السياق. منذ بداية النزاع، لم يتمكن المجلس من الخروج عن صمته إلا مرة واحدة، حيث دعا في قرار سابق إلى “هدنات إنسانية” في نوفمبر الماضي.
معارضة أميركية
تم رفض خمسة نصوص أخرى خلال فترة الشهرين الأخيرين، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في اثنين منها، آخرها في الثامن من ديسمبر الحالي. على الرغم من الضغوط الغير مسبوقة التي مارسها الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أن الولايات المتحدة منعت الدعوة إلى “وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية”.
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الاحتمال مؤكداً تصميمه على “القضاء” على حركة حماس. مع استمرار التدهور الكارثي للوضع الإنساني في غزة، يظهر أن أعضاء المجلس يسعون بشكل كبير لتجنب حدوث فيتو جديد.
أفادت مصادر دبلوماسية بحذف بعض العبارات، مثل “وقف عاجل ودائم للأعمال العدائية”، بناءً على طلب من الولايات المتحدة. تعارض إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، عبارة “وقف إطلاق النار”، ويُشير مصدر دبلوماسي إلى أن التأجيل الأخير جاء بناءً على طلب من الولايات المتحدة.
صرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بأن الولايات المتحدة تواصل الجهود المكثفة مع عدة دول لحل بعض القضايا المعلقة حول قرار مجلس الأمن بشأن غزة. وأكد بلينكن دعم واشنطن لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مُشيرًا إلى أن النقطة الخلافية تتعلق بإصرار إسرائيل على السيطرة الكاملة على الإمدادات التي تدخل إلى قطاع غزة. وأكد أن هدف القرار هو تسهيل إدخال وتوسيع المساعدة الإنسانية إلى غزة، وأن الولايات المتحدة تؤيد هذا الهدف بشكل تام.