تقنية

مايكروسوفت تعلن إغلاق “سكايب” نهائيًا بعد 21 عامًا من إطلاقه

أعلنت شركة مايكروسوفت عن إغلاق تطبيق “سكايب” نهائيًا في 5 مايو/أيار المقبل، بعد أكثر من عقدين من الخدمة، داعية مستخدميه الحاليين إلى الانتقال إلى تطبيقها المجاني “تيمز”، وفقًا لما نقله موقع “سي إن بي سي”.

سكايب.. من الريادة إلى التراجع

خلال العقدين الماضيين، حقق “سكايب” شعبية واسعة بفضل إتاحته وسيلة للتواصل دون الحاجة إلى دفع تكاليف هاتفية. ومع ذلك، تراجع استخدامه مع انتشار تطبيقات الهواتف الذكية مثل واتساب، ولم يتمكن من استعادة مكانته في ظل التطورات التكنولوجية السريعة، لدرجة أن كثيرين لم يكونوا على علم بأنه لا يزال متاحًا.

مايكروسوفت تبرر قرار الإغلاق

أكد جيف تيبر، رئيس تطبيقات “مايكروسوفت 365” الإنتاجية، أن الشركة تعلمت الكثير من تجربة “سكايب”، وسخرت تلك الخبرات في تطوير “تيمز” على مدار السنوات الأخيرة. وأضاف:
“شعرنا أن الوقت قد حان لتبسيط استراتيجيتنا في السوق، وتوسيع قاعدة عملائنا عبر التركيز على (تيمز)، مما يمكننا من تقديم الابتكار بوتيرة أسرع.”

الانتقال إلى “تيمز”.. خطوة سلسة للمستخدمين

وأوضحت مايكروسوفت أنها ستسمح خلال الأيام المقبلة لمستخدمي “سكايب” بتسجيل الدخول إلى “تيمز” باستخدام بيانات اعتمادهم الحالية، مع نقل جميع جهات الاتصال والمحادثات تلقائيًا. كما سيتمكن المستخدمون من تصدير بياناتهم الخاصة، بينما سيتوقف بيع اشتراكات “سكايب” الشهرية، وسيُتاح لمن لديهم رصيد استخدامه في “تيمز”.


تاريخ سكايب: صعود سريع وانحدار تدريجي

2003: بداية ثورية للاتصال عبر الإنترنت

أُطلق تطبيق “سكايب” عام 2003 في إستونيا على يد يانوس فريس ونيكلاس زينستروم، بمساعدة فريق من زملائهم السابقين، رغم عدم امتلاكهم خبرة في مجال الاتصالات. جاء اسم التطبيق اختصارًا لفكرة الاتصال عبر الإنترنت من نظير إلى نظير (Peer-to-Peer)، مما شكل ثورة في عالم الاتصال الصوتي عبر الإنترنت (VoIP).

نجاح عالمي واستحواذات ضخمة

حقق “سكايب” نجاحًا استثنائيًا في سنواته الأولى:

  • 2004: بلغ عدد مستخدميه 11 مليونًا.
  • 2005: ارتفع الرقم إلى 54 مليونًا، مع تحقيق إيرادات متوقعة بقيمة 60 مليون دولار سنويًا عبر المكالمات المدفوعة.
  • 2005: استحوذت عليه “إيباي” مقابل 2.6 مليار دولار، معتبرةً أنه يمكن أن يساعد في تعزيز مبيعاتها الإلكترونية عبر تسهيل التواصل بين البائعين والمشترين.

بحلول 2008، تجاوز عدد مستخدمي “سكايب” 405 ملايين مستخدم، لكن سرعان ما بدأ الخلاف داخل “إيباي” بشأن جدوى الصفقة، ما أدى إلى طرح التطبيق للبيع.

2009-2011: مايكروسوفت تستحوذ على “سكايب”

  • 2009: باعت “إيباي” 70% من حصتها في “سكايب” لمجموعة مستثمرين بقيادة “سيلفر ليك” بقيمة 2.75 مليار دولار، محتفظة بنسبة 30%.
  • 2011: استحوذت مايكروسوفت على “سكايب” مقابل 8.5 مليارات دولار، ليصبح جزءًا من منظومتها، مع خطط طموحة لدمجه مع ويندوز لايف ماسنجر، وإكس بوكس، وخدمات أزور السحابية.

2014: بداية الانحدار مع صعود واتساب وزوم

ورغم استمراره كأداة تواصل عالمية، بدأ “سكايب” يفقد بريقه بعد استحواذ فيسبوك على واتساب عام 2014، ما أدى إلى تراجع شعبيته. وفي 2016، أطلقت مايكروسوفت “تيمز”، مما جعل سكايب يفقد مكانته تدريجيًا، خاصة بعد انتشار “زوم” خلال جائحة كورونا.

2023-2025: النهاية الحتمية

  • 2023: بلغ عدد مستخدمي “تيمز” 320 مليونًا، بينما تراجع مستخدمو “سكايب” إلى 36 مليونًا فقط، مقارنة بـ 40 مليونًا عام 2020.
  • 2025: أعلنت مايكروسوفت رسميًا إنهاء حقبة “سكايب”، معلنةً تركيزها الكامل على “تيمز” كمستقبل للتواصل الرقمي.

سكايب.. تطبيق أحدث ثورة لكنه لم يواكب العصر

رغم كونه أحد رواد الاتصالات عبر الإنترنت، لم يستطع “سكايب” مجاراة المنافسة في عصر الهواتف الذكية، ما أدى إلى تراجع أهميته، ليصل اليوم إلى محطته الأخيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى