الصحة

فوائد هرمون الغدة الدرقية في تعزيز قوة العضلات

فوائد هرمون الغدة الدرقية في تعزيز قوة العضلات

تلعب هرمونات الغدة الدرقية دورًا بارزًا في تنظيم عدة وظائف بيولوجية، من بينها تنظيم عمليات حرق الطاقة وإنتاج الحرارة، فضلاً عن تنشيط عملية تطور ونمو الخلايا والأنسجة. يظهر تأثير هذه الهرمونات بشكل خاص على العضلات الهيكلية، حيث يلعبون دورًا حيويًا في بناء العضلات وتحفيز نموها الصحيح.

في حالة نقص هرمونات الغدة الدرقية، يمكن أن يتأثر عمل العضلات بشكل كبير. يتسبب نقص هذه الهرمونات في تقليل فعالية عملية بناء العضلات وتحفيزها، مما يؤدي إلى فقدان قوة العضلات وانخفاض مستوى النشاط البدني. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر نقص هرمونات الغدة الدرقية على معدل الأيض العام في الجسم، مما يزيد من فرص تراكم الدهون وفقدان الوزن غير المشروع.

تظهر علامات خمول الغدة الدرقية على شكل تعب عام، زيادة في الوزن رغم الحفاظ على نظام غذائي صحي، جفاف الجلد، فقدان الشعر، وارتفاع معدل الكولسترول في الدم. قد يصاحب ذلك أيضًا شعور بالبرودة المستمرة والتبول المتكرر. يتطلب تشخيص وعلاج مشاكل الغدة الدرقية تقييمًا طبيًا دقيقًا للتعامل مع الحالة بفعالية ومنع التأثيرات السلبية على العضلات والصحة العامة.

ما العضلات الهيكلية؟

العضلات الهيكلية، وهي العضلات المتصلة بالعظام، تلعب دورًا حيويًا في تمكين الجسم من أداء مجموعة واسعة من الحركات والوظائف الحياتية، مثل المشي، والركض، وحمل الأشياء. تمتاز هذه العضلات بكونها إرادية، مما يعني أن الفرد يمتلك القدرة على التحكم فيها وتوجيه حركاتها، على عكس العضلات الملساء، مثل تلك المتواجدة في جدار القناة الهضمية، والتي لا يمكن التحكم فيها بنفس الطريقة.

تشكل العضلات الهيكلية الجزء الأكبر من العضلات في الجسم، حيث تمثل نسبة تتراوح بين 30% و40% من إجمالي كتلة الجسم. أمثلة على هذه العضلات تشمل عضلات الكتف، وأوتار الركبة، وعضلات البطن.

تظهر أهمية هرمون الغدة الدرقية بشكل خاص في تأثيره على العضلات الهيكلية، حيث يؤثر في عملية بناء وتطوير هذه العضلات. يُشير الاعتلال العضلي الذي يلاحظ في بعض المرضى المعانين من اضطرابات في وظائف الغدة الدرقية إلى أهمية توازن مستوى هذا الهرمون للحفاظ على صحة وقوة العضلات.

لتحقيق بناء الجسم وتطوير العضلات بشكل طبيعي، يعتبر الحفاظ على مستوى هرمون الغدة الدرقية ضمن النطاق الطبيعي أمرًا حاسمًا.

هرمونات الغدة الدرقية

الثيروكسين (T4)، المعروف أيضًا باسم “رباعي يودوثيرونين” (tetraiodothyronine)، يعد هرمونًا هامًا يتولد من الغدة الدرقية، ويُعرف بدوره الرئيسي في تنظيم وظائف الجسم. من جهة أخرى، يُشار إلى “تي3” (T3) بمصطلح “ثلاثي يودوثيرونين” (triiodothyronine)، وفقًا لما توفره موقع إم إس دي للأدوية والعقاقير.

المستويات الطبيعية لهرمونات الغدة الدرقية

تتراوح القيم الطبيعية لمستوى هرمون “تي4” في الدم لدى البالغين بين 5.0 و12.0 ميكروغرام/ديسيلتر، حسب التحاليل الطبية. بالنسبة إلى هرمون “تي3″، يتم تحديد مستوى الإجمالي الطبيعي لدى البالغين بين 80 و220 نانوغرام/ديسيلتر، وفقًا لمعلومات موقع “يو سي إل إيه هيلث” المتخصص في مجال الرعاية الصحية.

يتسبب أي ارتفاع أو زيادة خارج الحدود الطبيعية في هرمون الغدة الدرقية في تأثير سلبي على العضلات. يُلاحظ ذلك بشكل خاص في حالات قصور الغدة الدرقية وفي حالات الاعتلال العضلي التسممي الدرقي (thyrotoxic myopathy). يتمثل هذا التأثير في تقليل انقباض العضلات وإلحاق ضعف بالأداء العضلي، مما يؤثر على عمليات التمثيل الغذائي للعضلات.

قصور الغدة الدرقية

ظاهرة خمول الغدة الدرقية (Hypothyroidism) تنشأ عندما يتوقف إفراز الغدة الدرقية عن إنتاج كمية كافية من الهرمونات اللازمة للجسم. يُشاهد هذا الاضطراب بشكل أكثر انتشارًا بين النساء، خاصةً بين الفئة العمرية التي تتجاوز ستين عامًا. يعتبر العناية بالعلاج الفوري أمرًا ذا أهمية بالغة، حيث يمكن لعدم معالجة هذا الحالة أن تؤدي إلى تفاقم المضاعفات، مثل أمراض القلب ومشاكل العقم.

أعراض خمول الغدة الدرقية

تظهر الأعراض المرتبطة بخمول الغدة الدرقية بشكل تدريجي، حيث قد تكون غير ملحوظة في بدايتها، ثم تتطور على مدى فترة تمتد لعدة سنوات. تتضمن هذه الأعراض:

  • الإمساك.
  • جفاف الجلد.
  • زيادة الحساسية للبرد، حيث يمكن للفرد أن يشعر بالبرد بشكل أكبر من المعتاد.
  • زيادة غير طبيعية في الوزن.
  • الاكتئاب.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • التضخم والتصلب في المفاصل.
  • ألم في المفاصل.
  • انتفاخ الوجه.
  • البحة في الصوت.
  • زيادة في شدة الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
  • ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم.

تتطلب مراعاة هذه العلامات والأعراض اهتماماً فورياً وتقييماً طبياً لضمان التشخيص السليم واتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة الحالة.

الاعتلال العضلي التسممي الدرقي

الاعتلال العضلي التسممي الدرقي يمثل اضطرابًا عصبيًا عضليًا يمكن أن يصاحب زيادة في نشاط الغدة الدرقية، كما يحدث في مرض جريفز الذي ينتج عن فرط إنتاج هرمون الغدة الدرقية.

تظهر الأعراض المرتبطة بهذا الاضطراب على النحو التالي:

  • ضعف العضلات.
  • الألم العضلي.
  • التعب.
  • عدم التحمل للحرارة.

قد يترافق الاعتلال العضلي الدرقي مع حالات أخرى مثل انحلال الربيدات، الذي يشير إلى انهيار حاد للعضلات، وتلف العضلات التي تتحكم في حركة العين، وفي بعض الحالات، قد تحدث نوبات شديدة.

تشمل خيارات العلاج إعادة توازن مستويات هرمون الغدة الدرقية إلى الحالة الطبيعية، ويمكن أن يشمل العلاج استخدام أدوية الغدة الدرقية واليود المشع. في بعض الحالات، قد يتضمن العلاج الجراحي إزالة جزء أو كل الغدة الدرقية. ومع العلاج السليم، يمكن أن يحدث تحسن في ضعف العضلات.

زر الذهاب إلى الأعلى