الأخبار الدولية

عملية نوعية أوكرانية تستهدف 40 طائرة روسية في سيبيريا وموسكو تتوعد برد قاسٍ

أعلنت الاستخبارات الأوكرانية تنفيذ عملية غير مسبوقة استهدفت 40 طائرة استراتيجية روسية متمركزة في سيبيريا، مؤكدة أنها تمت بنجاح. في المقابل، أقرّت موسكو بتعرض مطارات عسكرية في خمس مقاطعات روسية لهجمات بطائرات مسيرة، وتوعّدت برد قوي، مشيرة إلى أنها صدّت بعض تلك الهجمات واعتقلت عدداً من المتورطين.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية انسحبت من الأراضي الروسية عقب تنفيذ العملية “في الوقت المناسب”، مضيفاً: “نتائج العملية مذهلة، وقد جاءت بعد تحضير استخباراتي مستقل دام أكثر من عام ونصف. روسيا من بدأت هذه الحرب، وعليها أن تنهيها”.

ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤول أوكراني أن كييف أبلغت واشنطن مسبقاً بنيتها شن الهجوم بالطائرات المسيرة، مشيراً إلى أن العملية نفذها جهاز الأمن الأوكراني.

وكشفت مصادر أمنية أوكرانية أن ضباط الاستخبارات أطلقوا طائرات مسيرة هجومية من شاحنات أُخفيت بالقرب من القواعد الجوية المستهدفة، بينها قاعدة تقع في سيبيريا، على بعد آلاف الكيلومترات من الحدود الأوكرانية. وذكرت وكالة رويترز، استناداً إلى صور ومصادر أمنية، أن الطائرات المسيرة نُقلت مخبأة داخل أعشاش خشبية على أسطح شاحنات، وتم تفعيلها آلياً عن بعد، ما أتاح لها تنفيذ الهجوم المباغت.

وتعد الطائرات المستهدفة جزءاً من الترسانة الجوية التي يستخدمها الجيش الروسي لقصف المدن الأوكرانية.

موسكو تتوعد وكييف تتعرض لهجمات مضادة

في أول رد على العملية، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الهجمات الأوكرانية طالت مطارات عسكرية في خمس مقاطعات روسية، وأن أنظمة الدفاع الجوي تصدّت لعدد منها، فيما تم اعتقال بعض المتورطين.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن كييف وعدة مقاطعات شرقية وغربية تعرضت لسلسلة من الهجمات الجوية الروسية، بينها هجوم مشترك بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدف مناطق في محيط العاصمة، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 15 مسيّرة على الأقل. وتسببت الهجمات في أضرار مادية بعدد من المباني، خصوصاً في منطقة بيلا تسيركفا جنوب العاصمة.

وفي تطور متزامن، دوت صفارات الإنذار في كييف بعد تحذير من انطلاق صاروخ روسي من مقاطعة كورسك.

وفي خاركيف، أعلنت الإدارة العسكرية إصابة 15 شخصاً جراء هجمات استهدفت تسع بلدات، تم خلالها استخدام صاروخ و13 طائرة مسيرة، ما ألحق أضراراً بـ17 منزلاً.

أما في زاباروجيا، فقد أصيب ثلاثة أشخاص نتيجة لهجمات بالطائرات المسيرة والقنابل الموجهة، وأُبلغ عن تضرر 3 مبانٍ سكنية و29 منزلاً، فيما عملت فرق الإطفاء على إخماد حرائق اندلعت بالموقع.

محادثات إسطنبول… ومحاولة لإنهاء الحرب

تأتي هذه التطورات الميدانية عشية انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول. وأفادت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية بأن الوفد الروسي توجه إلى تركيا، بينما أكد زيلينسكي أن أوكرانيا ستشارك بوفدها لمواصلة التفاوض.

وأوضح الرئيس الأوكراني أن بلاده تسعى من خلال هذه الاجتماعات إلى التوصل إلى وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الأسرى، معتبراً أن تحقيق السلام الدائم يتطلب عقد اجتماع على أعلى مستوى بين قادة البلدين.

في المقابل، حذر رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، أندريه كارتابولوف، من أن رفض أوكرانيا للتسوية السياسية قد يؤدي إلى فقدانها مزيداً من الأراضي، مشيراً إلى أن مدناً كزاباروجيا وسومي وخاركيف وأوديسا قد تكون في دائرة الخطر.

خارطة طريق نحو السلام

ونشرت وكالة رويترز وثيقة تكشف عن خارطة طريق أوكرانية تعتزم كييف تقديمها خلال المحادثات، وتتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار لمدة لا تقل عن 30 يوماً، يتبعه تبادل كامل للأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الروسية.

وتقترح الوثيقة عقد لقاء مباشر بين الرئيسين زيلينسكي وبوتين، على أن تعمل كل من موسكو وكييف، بمشاركة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، على صياغة اتفاق دائم ينهي الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات، والذي يُعدّ الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

زر الذهاب إلى الأعلى