ذخيرة الأدب في دوحة العرب”.. محمد شبراوي يُحيي المجالس الثقافية بروح معاصرة

في زمن تتلاطم فيه أمواج العولمة وتتقاطع فيه دروب الحداثة مع مسالك التراث، يطل الكاتب والصحفي محمد شبراوي بإصدار أدبي جديد تحت عنوان “ذخيرة الأدب في دوحة العرب”، مقدِّمًا إضافة نوعية إلى المشهد الثقافي العربي، في سعي دؤوب إلى ترسيخ الهوية الثقافية وسط تحولات العالم المتسارعة.
الكتاب، الصادر عن دار “الآن ناشرون وموزعون”، يقع في 336 صفحة من القطع المتوسط، ويعيد إحياء تقاليد أدب المجالس والمسامرات الثقافية، في قالب يجمع بين عبق الأصالة وهمس المعاصرة، ضمن ثنائية تعكس التفاعل الخلاق بين الهوية العربية وتحديات العولمة.
محتوى الكتاب
تدور فصول الكتاب حول لقاءات أسبوعية بين ثلاثة أصدقاء في العاصمة القطرية الدوحة، وتحديدًا على شاطئ مدينة الذخيرة، حيث كانت أحاديثهم تنساب على سجيتها، متناولة الأدب والفكر والسياسة والثقافة والمجتمع والفن، ضمن أجواء يغلب عليها الطابع الأدبي الأنيق والتأملات العميقة. وكما يقول المؤلف:
“اجتمعت ثلاث عواصم في دوحة الخير وكعبة المضيوم”، حيث تلاقى الأصدقاء ومعارفهم من مشارق الأرض ومغاربها، فانبثق مجلس أدبي زاخر بالتنوع والحيوية.
انطلاقًا من هذه المجالس، صاغ المؤلف رؤاه بأسلوب يجمع بين الواقع والخيال، فوثّق بعض ما دار فيها، ونسج خيوطًا من الابتكار والطرائف والتأملات، في عمل يجمع بين التوثيق الأدبي والإبداع السردي.
فصول الكتاب
يتألف الكتاب من 12 فصلاً حملت أسماء تعبّر عن روح المجالس ومضامينها، منها:
- دقّت ساعة الزحف
- الخميس الونيس
- الكائن الفضولي
- المجالس مدارس
- قهوة الإنشاء
- همسة عتاب
- التاريخ والتاريخ المضاد
- عقلك في رأسك
- حمى الألقاب
- بدون ذكر أسماء
ويمزج المؤلف في هذه الفصول بين محطات من التاريخ العربي الإسلامي، مستعرضًا تأثير دمشق، وبغداد، والقاهرة، وما يجمعها بالدوحة من إرث ثقافي وفكري، في محاولة لربط الماضي بالحاضر ضمن رؤية تبرز ملامح الهوية العربية في عصر “القرية الكونية”.
بين التراث والراهن
ينتقل القارئ عبر صفحات الكتاب من الاستطرادات الجاحظية إلى قضايا عصرية كـ”السرقات الأدبية” و”الجاهلية الإلكترونية”، مرورًا باستعراض المجالس الثقافية في العصور الأموية والعباسية والمملوكية، وانتهاءً بالمجالس الحديثة في وزارة الثقافة القطرية ومكتبة قطر الوطنية، إضافة إلى إشارات ذكية لبعض المواقف المرتبطة بكأس العالم 2022.
تقديم خديجة بن قنة
الكتاب حظي بتقديم الإعلامية خديجة بن قنة، التي عبّرت عن إعجابها بأسلوب الكاتب قائلة:
“يكتب شبراوي كما يتنفس.. يأخذك في رحلة لا تُنسى، سحر قلمه يتجدد مع كل فقرة”.
وأضافت:
“الكتاب الذي بين يديك شهادة على هذه القدرة الإبداعية، رحلة أدبية وتاريخية وفنية استثنائية، أبطالها مزيج من الواقع والخيال، وقد أبكاني بعض ما خطّه شبراوي، وأخال أنه سيفعل بك الأمر ذاته”.
عن المؤلف
محمد شبراوي، صحفي في شبكة الجزيرة الإعلامية، ومدرب مساعد في معهد الجزيرة للإعلام، له عدة مؤلفات منها:
- خطوب ودروب.. سرور التواصل وحسرة التفاصل
- رسالة الإمام.. التاريخ والدراما في منصات التواصل
- كناشة الراوي
- إضاءات أدبية
كما أصدر مجموعتين قصصيتين: سندريلا الحميات وبجعة المحروسة.