الأخبار الدولية

تفعيل المادة 99: مجلس الأمن يصوت اليوم على قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة

تفعيل المادة 99: مجلس الأمن يصوت اليوم على قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزة

في ضوء تفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة الأمم المتحدة، يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة بناءً على ضغط من الأمين العام للأمم المتحدة، لدعوة إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في قطاع غزة. وصل وفد “قمة الرياض” إلى واشنطن لاستكمال جولته الدبلوماسية التي تهدف إلى إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ أكثر من شهرين.

وقد أرسل أنطونيو غوتيريش، الأربعاء الماضي، رسالة إلى مجلس الأمن، استناداً إلى المادة 99، حيث أشار إلى القلق إزاء الهجمات المستمرة من القوات الإسرائيلية، وأكد على تأثيرها السلبي على السلام والأمن الدوليين. يعتبر هذا تفعيلاً نادراً للمادة 99 والأول من نوعه منذ عقود.

وقال غوتيريش في رسالته إن الظروف الراهنة قد تؤدي إلى انهيار نظام الحياة في غزة، نظرًا للقصف المتواصل وغياب المأوى والظروف الإنسانية الصعبة. وشدد على أهمية وقف إطلاق النار لتفادي الآثار الكارثية على الفلسطينيين والحفاظ على السلام والأمن في المنطقة.

المتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، أعرب عن أمله في أن يستجيب مجلس الأمن للنداء، مشيرًا إلى محادثات الأمين العام مع وزيري الخارجية الأمريكي والبريطاني، ومع دول عربية أخرى.

ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة لمدة 63 يومًا، مخلفًا آلاف الضحايا وعدداً هائلاً من الجرحى والدمار في المناطق السكنية والبنية التحتية والمستشفيات. القطاع يواجه نقصاً حاداً في الموارد الأساسية والخدمات الضرورية، ونزوحًا واسعًا للسكان يفوق 85٪ من إجمالي السكان.

بعد رسالة غوتيريش الغير مسبوقة، قامت الإمارات العربية المتحدة بإعداد مشروع قرار يُطرح للتصويت في مجلس الأمن اليوم الجمعة، وفقًا لتصريحات الرئاسة الإكوادورية للمجلس.

يهدف مشروع القرار، في نسخته الأخيرة، إلى المطالبة بـ”وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في قطاع غزة، محذرًا من “الوضع الإنساني الكارثي في المنطقة”.

ويشدد النص المقتضب على “ضرورة حماية المدنيين”، ويدعو إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن”، إضافةً إلى “ضمان وصول المساعدات الإنسانية”.

نتيجة غير مضمونة

رغم رفض مجلس الأمن لأربع مشاريع قرارات خلال الأسابيع الأولى لاندلاع النزاع، إلّا أن نتيجة التصويت على المشروع الجديد غير مضمونة. وقد خرج المجلس من حالة الصمت في منتصف نوفمبر الماضي بتبني قرار يدعو إلى “هدنات وممرات إنسانية” في قطاع غزة، وليس إلى “وقف إطلاق النار”.

الولايات المتحدة، كأحد أقرب حلفاء إسرائيل، أعربت عن رأيها أن إصدار قرار جديد لن يكون ذا فائدة في الوقت الحالي، مشيرة إلى رفضها أحد المشاريع السابقة واستمرار معارضتها لفكرة وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، دعت الخارجية الصينية مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء النزاع في غزة. في هذا السياق، أعرب السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، عن أمله في مصادقة مجلس الأمن على مشروع القرار وتقديره للموقف الشجاع والمبدئي للأمين العام.

من ناحية أخرى، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن خطوة غوتيريش تشكل “خطرا على السلام العالمي”، وندد بتصرفه، معتبرًا أنه يتسبب في زعزعة استقرار الوضع.

وفد “قمة الرياض” في واشنطن

في سياق متصل، دعا وفد وزاري عربي، اليوم الجمعة، من العاصمة الأميركية واشنطن، إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي يستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي.

تم عقد الاجتماع في واشنطن وشمل الوفد – الذي تم تشكيله بقرار من القمة العربية الإسلامية في الرياض في 11 نوفمبر الماضي – رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بين كاردن وعدد من أعضاء اللجنة، وفقًا لمصادر رسمية عربية.

ناقش اللقاء “تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، وتصاعد التوتر العسكري في المنطقة، بالإضافة إلى استعراض الجهود المبذولة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين الأبرياء”، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية.

تضمن الوفد في واشنطن وزراء خارجية السعودية وقطر ومصر والأردن، وسبق أن ضم وزراء خارجية فلسطين وتركيا وإندونيسيا خلال الزيارات السابقة، بالإضافة إلى مسؤولين من منظمة التعاون الإسلامي وشخصيات أخرى.

منذ 18 نوفمبر، يقوم وفد “قمة الرياض” بجولة تشمل العواصم الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا)، بهدف بناء توافق دولي لإنهاء التصعيد العسكري في غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى