تراجع أسعار النفط بفعل ارتفاع المخزونات الأميركية والمخاوف التجارية

انخفضت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، متأثرة بارتفاع المخزونات الأميركية وتصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة بين الصين والولايات المتحدة، وهو ما طغى على محاولات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتشديد القيود على صادرات النفط الإيرانية.
وسجّلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا قدره 59 سنتًا (0.77%) لتصل إلى 75.60 دولارًا للبرميل، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنفس النسبة ليصل إلى 72.13 دولارًا للبرميل في أحدث التعاملات.
ضغوط السوق وتقلبات الأسعار
شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا خلال جلسة أمس الثلاثاء، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3%، وهو أدنى مستوى له منذ 31 ديسمبر الماضي. جاء ذلك عقب إعلان الصين فرض رسوم جمركية على واردات النفط والغاز الطبيعي المسال والفحم من الولايات المتحدة، كرد انتقامي على الرسوم الأميركية المفروضة على الصادرات الصينية.
لكن الأسعار سرعان ما تعافت جزئيًا مع إعلان ترامب عن استئناف سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، التي تهدف إلى تقليص صادراتها النفطية إلى الصفر لمنعها من تطوير برنامجها النووي.
تأثير المخزونات الأميركية على السوق
ووفقًا لخبير الأسواق جون رونغ ييب من شركة “آي جي”، فإن البيانات التي كشفت عن ارتفاع مخزونات النفط الأميركية بأكثر من المتوقع أثرت سلبًا على الأسعار.
وأفادت مصادر في السوق، استنادًا إلى بيانات معهد البترول الأميركي، بأن المخزونات الأميركية ارتفعت بمقدار 5.03 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 31 يناير، بينما زادت مخزونات البنزين بنحو 5.43 ملايين برميل، في حين انخفضت مخزونات نواتج التقطير بواقع 6.98 ملايين برميل.
ومن المقرر أن تصدر الحكومة الأميركية بياناتها الرسمية حول المخزونات النفطية في وقت لاحق اليوم، حيث تعكس زيادة المخزون ضعف الطلب في أكبر مستهلك للنفط عالميًا، مما يزيد من قلق المستثمرين بشأن تأثير النزاعات التجارية على الاقتصاد العالمي وسوق الطاقة.
التأثيرات المحتملة للعقوبات الأميركية على إيران
رغم تصريح ترامب بأنه منفتح على التوصل إلى اتفاق مع طهران، فإنه وقع مذكرة رئاسية تعيد الولايات المتحدة إلى تبني سياسة صارمة تجاه إيران.
وأشار محللون لدى “إيه إن زد” إلى أن هذه الإجراءات قد تؤثر على نحو 1.5 مليون برميل يوميًا من صادرات النفط الإيرانية، وفقًا لبيانات تتبع السفن.
ورغم هذه التوترات، يرى خبراء في “غولدمان ساكس” أن تأثير الرسوم الجمركية الانتقامية الصينية على أسعار الطاقة سيكون محدودًا، مؤكدين أن العرض والطلب العالميين لن يتأثرا بشكل كبير، حيث يمكن للولايات المتحدة والصين إيجاد أسواق بديلة لمنتجاتهما الطاقوية.