اقتصاد

المغرب يخطط لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي وتقليل اعتماده على الاستيراد

يسعى المغرب إلى تقليص فاتورة استيراد الطاقة وتعزيز فرص العمل وتطوير بنيته التحتية من خلال زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، فضلاً عن تنويع مصادر الطاقة بين الأحفورية والمتجددة. يهدف هذا التوجه إلى تقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية.

يُنتج المغرب حاليًا نحو 110 ملايين متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي، في حين يصل إجمالي الاستهلاك إلى مليار متر مكعب سنويًا، مما يعني أن الإنتاج المحلي يغطي فقط 10% من الطلب الإجمالي.

زيادة الإنتاج المحلي

تسعى الحكومة المغربية إلى زيادة إنتاج الغاز من خلال دعم الاكتشافات الجديدة، بهدف خفض فاتورة الطاقة التي بلغت 122 مليار درهم (12.3 مليار دولار) في العام الماضي. يهدف المغرب إلى رفع إنتاج الغاز الطبيعي إلى 400 مليون متر مكعب سنويًا في المستقبل القريب، وهو ما سيلبي نحو 40% من استهلاك البلاد المحلي.

الشركات الأجنبية في قطاع الغاز

يُعد قطاع الغاز المغربي من أكثر القطاعات جذبًا للاستثمارات الأجنبية، حيث تعمل حوالي 13 شركة أجنبية في مجالات الاستكشاف والبحث واستغلال الهيدروكربورات على مساحة إجمالية تبلغ 283 كيلومترًا مربعًا. من أبرز هذه الشركات: “شاريوت” و”إس دي إكس إينيرجي” و”أوروبا أويل” و”قطر للطاقة”. ومنحت الحكومة المغربية 53 رخصة بحث، بما في ذلك 26 رخصة بحرية، في إطار مساعيها لتطوير هذا القطاع.

الاستثمارات في التنقيب

في الفترة بين عامي 2000 و2022، تم استثمار ما يقارب 29.4 مليار درهم (2.9 مليار دولار) في التنقيب عن النفط والغاز، حيث تم تمويل 96% من هذه الاستثمارات من قبل الشركاء الأجانب.

حجم الإنتاج الحالي والتوقعات المستقبلية

يقتصر الإنتاج الحالي للمغرب من الغاز على حقلين رئيسيين هما “مسقالة” و”الغرب”، بإنتاج إجمالي سنوي يبلغ 100 مليون متر مكعب. ومع ذلك، من المتوقع أن يسهم مشاريع أخرى مثل “تندرارة” و”أنشوا” في تعزيز هذا الإنتاج في المستقبل. يُتوقع أن يُنتج المكتب الوطني للهيدروكاربورات 31.5 مليون متر مكعب من الغاز في العام المقبل من ثلاثة أحواض رئيسية هي الصويرة (18 مليون متر مكعب)، وحوض الغرب (مليون متر مكعب)، وتندرارة (12.5 مليون متر مكعب).

أحواض الغاز في المغرب

تجري عمليات التنقيب في عدة أحواض غازية، ومن بينها حوض الغرب الذي يُعد الأكثر نشاطًا من حيث الاستغلال والإنتاج. في عام 2023، تم تزويد مصانع في المنطقة الصناعية بالقنيطرة بالغاز الطبيعي المنتج من هذا الحوض، الذي أعلنت “إس دي إكس إينيرجي” عن اكتشاف احتياطيات ضخمة تقدر بـ47 مليار قدم مكعبة.

يُعتبر حوض الصويرة من الأحواض التي شهدت الإنتاج منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث يُستخدم الغاز المنتج فيه بشكل رئيسي في صناعة الفوسفات وتوليد الكهرباء.

أما في حوض العرائش، فقد أظهرت الدراسات الجيولوجية وجود احتياطات غازية في حقل “أنشوا”، الذي يُقدر احتياطي الغاز فيه بنحو 18 مليار متر مكعب.

الآفاق المستقبلية

رغم أن المغرب قد حقق تقدمًا ملحوظًا في التنقيب عن الغاز، إلا أن الكميات المكتشفة ما زالت دون المستوى التجاري، حسب ما ذكره الخبير عبد الصمد ملاوي. ووفقًا له، فإن العمليات معقدة وقد تستغرق عدة سنوات بين مراحل التنقيب والاستخراج التجاري. ورغم ذلك، يبقى الحقل “تندرارة” واحتياطياته التي تتجاوز 1.5 مليار متر مكعب من الغاز، أحد الأصول المهمة في استراتيجية المغرب المستقبلية.

وفيما يواصل المغرب استثماراته في التنقيب عن الغاز، فهو يخطط أيضًا لتطوير مصادر الطاقة المتجددة لتلبية احتياجاته الطاقية وتقليل الاعتماد على واردات الطاقة من الخارج.

زر الذهاب إلى الأعلى