تقنية

القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي بأفريقيا تختتم أعمالها في كيغالي

تواصل القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي في أفريقيا أعمالها لليوم الثاني والختامي، في حدث تاريخي جمع قادة العالم، والمبتكرين، وصناع القرار لتحديد دور القارة الأفريقية في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي.

وتُعقد القمة بالعاصمة الرواندية كيغالي خلال الفترة من 3 إلى 4 أبريل/نيسان الجاري، بتنظيم مشترك بين مركز رواندا للثورة الصناعية الرابعة ووزارة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي.

وتُقام القمة تحت شعار “الذكاء الاصطناعي والعائد الديموغرافي في أفريقيا: إعادة تصور الفرص الاقتصادية للقوى العاملة الأفريقية”، مما يعكس التوجه نحو استكشاف كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في إحداث تحول اقتصادي وتأهيل الشباب الأفريقي بالمهارات المستقبلية، وإبراز صوت القارة في السرد العالمي للذكاء الاصطناعي.

مشاركة عالمية بارزة

استقطب الحدث أكثر من ألف مشارك من 95 دولة، من بينهم رؤساء دول، وصناع سياسات، وقادة أعمال، ومستثمرون، وأكاديميون. كما شهدت القمة مشاركة أكثر من 100 شركة ناشئة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما جعلها أكبر تجمع من نوعه في القارة.

رؤية الرئيس كاغامي

وفي كلمته الافتتاحية، شدد الرئيس الرواندي بول كاغامي على ضرورة أن تتجنب أفريقيا التأخر في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، مؤكدًا أن ثروة القارة الحقيقية تكمن في شعوبها، خصوصًا فئة الشباب التي تمثل غالبية السكان.

وأكد كاغامي أن أفريقيا تمتلك الإمكانات لتكون لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي للذكاء الاصطناعي، شريطة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتنمية المهارات، ووضع السياسات المنظمة.

ثلاث أولويات محورية

حدد الرئيس الرواندي ثلاث أولويات أساسية لتعزيز حضور الذكاء الاصطناعي في أفريقيا:

  1. تحسين البنية التحتية الرقمية، لا سيما الإنترنت عالي السرعة والكهرباء الموثوقة.
  2. تطوير قوى عاملة مدربة قادرة على استغلال الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.
  3. تعزيز التكامل القاري لتوحيد السياسات والأطر التنظيمية للذكاء الاصطناعي.

كما دعا إلى ضرورة بناء رؤية موحدة وتفعيل التعاون بين الدول الأفريقية لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة لتحقيق المساواة والازدهار.

إطلاق مجلس الذكاء الاصطناعي الأفريقي

شهدت القمة الإعلان عن تأسيس “مجلس الذكاء الاصطناعي الأفريقي”، هيئة متعددة الأطراف تهدف إلى صياغة أجندة الذكاء الاصطناعي بالقارة من خلال الحوكمة الرشيدة، وترسيخ المعايير الأخلاقية، وتحفيز الاستثمارات الاستراتيجية. ويهدف المجلس إلى توحيد الجهود الأفريقية في مواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز الابتكار المحلي، وضمان السيادة على البيانات.

خطوة نوعية: مصنع الذكاء الاصطناعي

من أبرز إنجازات القمة الكشف عن إنشاء أول مصنع للذكاء الاصطناعي في أفريقيا، بقيادة شركة “كاسافا تكنولوجيز” وبشراكة مع “نفيديا”. ويهدف المشروع إلى بناء بنية تحتية للحوسبة الفائقة عبر مراكز بيانات موزعة في جنوب أفريقيا، مصر، كينيا، المغرب ونيجيريا، مما سيمكن الباحثين والمطورين المحليين من بناء نماذج ذكاء اصطناعي انطلاقًا من بيانات محلية، بما يشمل اللغات واللهجات المحلية.

التركيز على تمكين الشباب

خصصت القمة مساحة مهمة لدور الشباب، إذ استعرضت كيفية مساهمتهم في تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي من خلال الابتكار والبحث وريادة الأعمال. ومع تجاوز نسبة الشباب تحت سن 25 أكثر من 60% من سكان أفريقيا، أصبح الاستثمار في تأهيلهم بالمهارات الحديثة فرصة حيوية لمستقبل القارة.

نحو ريادة أفريقية في الذكاء الاصطناعي

اختتمت القمة أعمالها وسط تأكيد على أهمية الانتقال بأفريقيا من كونها مستهلكة للتكنولوجيا إلى أن تصبح منتجة ومطورة لها. ومع إطلاق مجلس الذكاء الاصطناعي الأفريقي ومبادرات رائدة مثل مصنع الذكاء الاصطناعي، تبعث أفريقيا برسالة واضحة للعالم: لحظة أفريقيا في الذكاء الاصطناعي قد بدأت بالفعل.

زر الذهاب إلى الأعلى