تقنية

الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار المفتوح والسيطرة المغلقة

تخيل عالماً تكون فيه أبواب الابتكار والإبداع مشرعة للجميع دون قيود، وعالماً آخر تخفي فيه الأسرار خلف جدران محصنة. هذه ليست مجرد فكرة من أفلام الخيال العلمي، بل واقع يعيشه الذكاء الاصطناعي اليوم.

بين الانفتاح والانغلاق: مستقبل الذكاء الاصطناعي يتبلور مستقبل التكنولوجيا بين نماذج مفتوحة تُشجّع الشفافية والمشاركة، وأخرى مغلقة تخضع للسرية والسعي للهيمنة. لطالما كانت الشفافية عنصراً أساسياً في أبحاث الذكاء الاصطناعي، لكن التطور السريع أثار مخاوف حول المخاطر المحتملة لإطلاق النماذج الأكثر تقدماً.

سياسات مختلفة في إدارة النماذج شركات مثل “أوبن إيه آي” تعتمد نموذجاً مغلقاً لأغراض تجارية، بينما تتبنى شركات أخرى مثل “ميتا” نهجاً مفتوحاً جزئياً كما هو الحال مع نموذج “لاما”. ومع ذلك، تفرض قيوداً على الاستخدام. النماذج المفتوحة تسمح بتنزيل الأوزان مع تراخيص تحدّ بعض الاستخدامات، مثل الأغراض التجارية أو الأنشطة الضارة.

أداء النماذج: فجوة بين المفتوح والمغلق وفق دراسة أجرتها منظمة “إيبوك إيه آي”، فإن النماذج المفتوحة متأخرة بنحو عام مقارنة بالمغلقة. على سبيل المثال، نموذج “لاما 3.1” احتاج 16 شهراً لمضاهاة إمكانيات النسخة الأولى من “جي بي تي 4”. لكن التقدم في كفاءة الخوارزميات قد يقلّص هذه الفجوة مستقبلاً.

الابتكار بين التحديات والفرص تشير مجلة “تايم” إلى أن النماذج المفتوحة تعزز الابتكار من خلال إتاحتها لجمهور واسع يشمل الباحثين الأكاديميين والمطورين المستقلين. في المقابل، تساهم في الشفافية والمساءلة عبر الكشف عن مصدر المشكلات في النماذج المستخدمة.

جدل حول تعريف المصدر المفتوح على الرغم من وصف “ميتا” لنموذج “لاما” بأنه مفتوح المصدر، فإنها لا تشارك بيانات التدريب أو الأكواد المستخدمة، مما يجعلها لا تتماشى مع التعريف الجديد للمصدر المفتوح. ووفقاً لـ”ميتا”، فإن التعقيدات الحديثة للنماذج تجعل من الصعب تبني تعريف واحد.

توازن بين الشفافية والقيود بينما تتيح النماذج المفتوحة فرصاً كبيرة للابتكار والشفافية، يظل التحدي الأكبر هو ضمان استخدامها بشكل مسؤول، لتجنب إساءة الاستعمال، وتحقيق التوازن بين الانفتاح والأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى