الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارًا يطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة

أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقت متأخر من مساء الخميس، مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، تلتزم به جميع الأطراف المعنية. وقد حصل القرار، الذي تقدمت به إسبانيا، على تأييد 149 دولة عضوًا في الجمعية العامة.
وينص القرار على ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر بشكل كامل، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن إلى السكان المدنيين. كما أدان استخدام التجويع كسلاح في النزاع، واعتبر الحرمان غير المشروع من المساعدات الإنسانية انتهاكًا خطيرًا.
وأكد القرار على أهمية المساءلة لضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وطالب بالإفراج عن كافة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وكذلك الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، إضافة إلى انسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع.
ويأتي هذا القرار بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن، كان قد حظي بدعم جميع أعضائه باستثناء واشنطن. وعلى الرغم من أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانونيًا، فإنها تعكس الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي وتشكل ضغطًا سياسيًا وأخلاقيًا.
ويُشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة لا تمنح أي دولة حق النقض، على عكس مجلس الأمن، ما يتيح تمرير قرارات تعكس موقف الأغلبية العالمية دون تعطيل.
تصويت يسبق مؤتمر دولي حول حل الدولتين
جاء تصويت الجمعية العامة في وقت تستعد فيه الأمم المتحدة لعقد مؤتمر الأسبوع المقبل بهدف دفع الجهود الدولية نحو حل الدولتين، وسط تحذيرات أمريكية للدول المشاركة من اتخاذ خطوات “معادية لإسرائيل”. ووفقًا لمذكرة اطلعت عليها وكالة رويترز، نبهت واشنطن إلى أن الدول التي تتبنى مواقف مناهضة لإسرائيل بعد المؤتمر قد تواجه “عواقب دبلوماسية” وتُعتبر تصرفاتها مناقضة للمصالح الأمريكية.
وكانت الولايات المتحدة قد بررت استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار بزعم أنه قد يُعيق جهودها الوسيطة للتوصل إلى تهدئة.
كارثة إنسانية مستمرة في غزة
تستمر الأزمة الإنسانية في قطاع غزة في التفاقم، وسط حرب متواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفر التصعيد عن دمار واسع النطاق ومقتل وجرح أكثر من 182 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن غزة تواجه خطر المجاعة، في ظل الحصار المشدد وندرة المساعدات الإنسانية.
وكانت الجمعية العامة قد دعت في أكتوبر 2023 إلى هدنة إنسانية عاجلة، تبعها تصويت في ديسمبر من العام نفسه لصالح وقف إطلاق نار فوري، حظي بتأييد 153 دولة، ثم تصويت آخر أواخر ديسمبر بأغلبية 158 صوتًا يطالب بوقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار.
انتهاكات جسيمة بدعم أمريكي
رغم النداءات الدولية المتكررة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب، تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، عملياتها العسكرية التي توصف بأنها ترقى إلى “إبادة جماعية”، تشمل القتل المنهجي، التجويع، التدمير الممنهج للبنية التحتية، واستهداف المنشآت المدنية والدينية، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.