البحرية الأميركية تحذر من استخدام الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” الصيني

حذّرت البحرية الأميركية أعضاءها من استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي “ديب سيك” التابعة لشركة صينية، مشيرةً إلى مخاوف أمنية وأخلاقية مرتبطة بها. جاء هذا التحذير عبر بريد إلكتروني رسمي دعا إلى الامتناع التام عن استخدام النموذج الصيني، وفقًا لتقرير نشره موقع “سي إن بي سي”.
وأكد متحدث باسم البحرية الأميركية صحة التحذير، موضحًا أنه يتماشى مع سياسة الذكاء الاصطناعي التوليدي لرئيس تكنولوجيا المعلومات في وزارة البحرية. وأشار البريد الإلكتروني إلى أن “ديب سيك” يثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الأمنية بسبب أصوله وطريقة استخدامه.
من جانبه، وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الارتفاع المفاجئ لاستخدام “ديب سيك” بأنه جرس إنذار لشركات التكنولوجيا الأميركية، خاصة في ظل جهوده للحفاظ على استمرار تطبيق “تيك توك” داخل الولايات المتحدة.
إيطاليا تتخذ إجراءات لمراقبة بيانات “ديب سيك”
في أوروبا، تقدمت منظمة “يوروكونسمرس”، وهي ائتلاف يضم مجموعات لحماية المستهلكين، بشكوى إلى هيئة حماية البيانات الإيطالية بشأن آليات تعامل “ديب سيك” مع البيانات الشخصية. وركزت الشكوى على مدى امتثال الشركة الصينية للائحة حماية البيانات العامة (GDPR)، والتي تُعد الإطار القانوني لحماية البيانات في أوروبا.
وردًا على ذلك، أرسلت الهيئة الإيطالية خطابًا رسميًا إلى “ديب سيك” تطالب فيه بتوضيحات حول طريقة جمع وتخزين البيانات، ومنحت الشركة مهلة 20 يومًا للرد. وأعربت الهيئة عن مخاوفها بشأن احتمالية تعرض بيانات ملايين المستخدمين في إيطاليا للخطر، لا سيما أن سياسة الخصوصية الخاصة بـ”ديب سيك” تشير إلى تخزين البيانات في الصين.
في المقابل، أكدت “ديب سيك” أن عمليات نقل البيانات إلى الصين تتم وفقًا للقوانين المعمول بها، إلا أن “يوروكونسمرس” وهيئة حماية البيانات الإيطالية طالبتا بمزيد من التفاصيل حول مصادر البيانات، وأغراض استخدامها، والأساس القانوني لمعالجتها، بالإضافة إلى معلومات دقيقة عن الخوادم التي تستضيف البيانات.
كما شددت الشكوى على ضرورة توضيح كيفية إعلام المستخدمين – سواء كانوا مسجلين أم لا – بآليات معالجة بياناتهم، خصوصًا فيما يتعلق بجمع البيانات من الإنترنت لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي.
يُذكر أن “يوروكونسمرس” كانت قد نجحت العام الماضي في رفع دعوى ضد شركة “غروك” بسبب سياساتها في استخدام البيانات لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
اهتمام أوروبي متزايد ومخاوف حول الامتثال للقوانين
في الأيام الماضية، تصدّر “ديب سيك” النقاشات خلال مؤتمر صحفي للمفوضية الأوروبية، حيث طُرحت تساؤلات حول الأبعاد الأمنية والخصوصية والرقابة على المستوى الأوروبي. لكن توماس رينيه، المتحدث باسم المفوضية لشؤون سيادة التكنولوجيا، اعتبر أنه “من المبكر التعليق على وجود أي تحقيقات رسمية”.
وأشار رينيه إلى أن جميع الخدمات المقدمة داخل أوروبا يجب أن تمتثل للقوانين الأوروبية، مؤكدًا أن قانون الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي يُطبق على جميع النماذج المستخدمة في المنطقة. إلا أنه امتنع عن تحديد ما إذا كان “ديب سيك” يلتزم بهذه القوانين أم لا.
أستراليا تُحذر مواطنيها من مخاطر “ديب سيك”
وفي تطور آخر، أصبحت أستراليا أول دولة تُصدر تحذيرًا رسميًا لمواطنيها بشأن استخدام “ديب سيك”. حيث دعا وزير الخزانة الأسترالي، جيم تشالمرز، الأستراليين إلى توخي الحذر عند التعامل مع هذه التقنية.
وقال تشالمرز خلال مؤتمر صحفي: “نحن نتابع هذه التكنولوجيا الجديدة عن كثب، ونتلقى باستمرار تقارير حول مخاطرها، لذا نحث المواطنين على الحذر عند استخدامها”.
خلاصة
يتزايد القلق الدولي بشأن تقنية الذكاء الاصطناعي “ديب سيك”، حيث تواجه الشركة الصينية ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا بسبب المخاوف الأمنية والخصوصية. ومع استمرار التحقيقات، قد تتعرض “ديب سيك” لمزيد من القيود والتنظيمات في الأسواق العالمية.