الصحة

عقار جديد يمنح الأمل لمرضى التصلب المتعدد المتقدم: “توليبروتينيب” يبطئ تطور الإعاقة بنسبة 31%

في تطور طبي واعد، منحت دراسة جديدة الأمل لمرضى التصلب المتعدد في مراحله المتقدمة، بعد أن أظهرت نتائجها فعالية عقار “توليبروتينيب” (Tolebrutinib) في تأخير تطور الإعاقة المرتبطة بالمرض.

وقد أجريت الدراسة من قبل باحثين في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، وعُرضت نتائجها في الاجتماع السنوي للأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب لعام 2025، الذي أقيم بين 5 و9 أبريل/نيسان في مدينة سان دييغو، كما نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine بتاريخ 8 أبريل، وغطتها منصة “يوريك أليرت” العلمية.

نتائج واعدة في مراحل المرض المتقدمة

ركزت الدراسة على مرضى التصلب المتعدد الثانوي التقدمي غير الانتكاسي، وهو شكل متطور من المرض يتميز بتدهور عصبي مستمر دون انتكاسات واضحة. وقد أظهرت النتائج أن العقار قلل من معدل تطور الإعاقة بنسبة 31%، حيث بلغت نسبة تطور الإعاقة بعد ستة أشهر 22.6% لدى من تناولوا الدواء، مقارنة بـ30.7% في مجموعة العلاج الوهمي.

كما رصد الباحثون تحسناً في مؤشرات إضافية، أبرزها انخفاض آثار المرض في فحوص الرنين المغناطيسي، وتحسن في بعض اختبارات الإعاقة، مثل اختبارات المشي وقياس الالتهاب وتلف الأنسجة العصبية.

نطاق الدراسة وتأثيرها

امتدت الدراسة من أكتوبر 2020 حتى يناير 2023، وشارك فيها 1131 مريضاً من 31 دولة. وتعد هذه النتائج سابقة في المجال الطبي، إذ إنها المرة الأولى التي يثبت فيها دواء فعالية في إبطاء تقدم هذا النوع المتقدم من التصلب المتعدد، وهو ما اعتبره الباحثون نقلة نوعية في الرعاية العلاجية لهذه الفئة من المرضى.

العقار يستهدف الالتهاب المزمن

علق الدكتور روبرت فوكس، رئيس فريق البحث وأخصائي الأعصاب في مركز ميلين لأبحاث التصلب المتعدد، قائلاً:

“توفر هذه النتائج أملاً ملموساً للمرضى الذين ظلوا لسنوات دون خيارات علاجية فعالة، فالعقار يستهدف الالتهاب المزمن في الجهاز العصبي المركزي، وهو من العوامل الرئيسية وراء التدهور التدريجي للحالة”.

تحذيرات ومتابعة ضرورية

ورغم النتائج الإيجابية، سجلت الدراسة بعض الآثار الجانبية المهمة، أبرزها ارتفاع إنزيمات الكبد، لا سيما خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العلاج. وقد تم تسجيل حالة وفاة واحدة نتيجة فشل كبدي، ما يستدعي مراقبة صارمة لوظائف الكبد عند بدء استخدام العقار، مع ضرورة التوقف عن العلاج فور ظهور علامات الخلل الكبدي.

في انتظار الموافقة النهائية

العقار يخضع حالياً لمراجعة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وفي حال حصوله على الموافقة، فقد يصبح أول علاج معتمد لهذا النوع من التصلب المتعدد. ومع ذلك، يؤكد الباحثون على ضرورة وضع بروتوكولات دقيقة لمراقبة سلامة المرضى، خصوصاً في المرحلة المبكرة من استخدام الدواء.

هذه النتائج تمثل بارقة أمل لآلاف المرضى حول العالم، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة في علاج التصلب المتعدد المتقدم، الذي ظل لسنوات طويلة بلا خيارات فعالة.

زر الذهاب إلى الأعلى