تقنية

ضرورة تنظيم الذكاء الاصطناعي: التحديات والفرص في مواجهة المخاطر العالمية

أكد الكاتب علي أوغوز ديريوز في مقال نشرته صحيفة “إندبندنت” التركية أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى تنظيم وحوكمة قانونية في ضوء التطورات السريعة التي تثير العديد من المخاوف. وأشار إلى أهمية تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والأمن، مبرزًا جهودًا دولية قائمة لوضع تشريعات تحد من المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي يركز حاليًا على إدارة هذه المخاطر، بينما تقوم الهند بتطوير إجراءات تنظيمية أكثر صرامة، مع تأكيده على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة الآثار السلبية المحتملة.

كما شدد على أهمية تنظيم العملات المشفرة والأصول الرقمية، إذ تتجاوز مخاطرها الجوانب الأمنية وتمس سيادة الدول. وأكد أن الضرائب وإصدار العملات النقدية يجب أن يظل من اختصاص الحكومات، مع ضرورة التصدي لظاهرة غسل الأموال وتمويل الأنشطة الإجرامية في سوق العملات الرقمية، التي قد تهدد استقرار الاقتصاد العالمي.

وفيما يتعلق بالتكنولوجيا، أضاف الكاتب أن الذكاء الاصطناعي رغم فوائده في تسهيل الحياة اليومية وزيادة الكفاءة، فإنه يشكل تهديدًا لبعض الوظائف المستقبلية. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قد أقر قانونًا جديدًا يعتمد على تقييم المخاطر ويشمل فرض قيود على أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات المخاطر غير المقبولة.

كما تحدث عن تحول في موقف الهند تجاه الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح التركيز على التوازن بين الابتكار والتنظيم في مواجهة التحديات الأمنية. وذكر أن تركيا بحاجة إلى متابعة التطورات التقنية سواء على صعيد الاتحاد الأوروبي أو دول مجموعة “بريكس” مثل الهند، مشيرًا إلى موقف تركيا الأكثر حذرًا في هذا الصدد.

وأضاف الكاتب أن العديد من الدول ستشارك في القمم الدولية المقبلة، ومنها “القمة العالمية للذكاء الاصطناعي” التي ستُعقد في باريس عام 2025، بهدف مناقشة كيفية الموازنة بين فوائد الذكاء الاصطناعي والمخاطر المرتبطة به.

وأكد أن التعاون الدولي أصبح أمرًا ملحًا للتعامل مع عيوب الذكاء الاصطناعي قبل تفاقمها، حيث إن عدم الانتباه لهذه المخاطر قد يؤدي إلى مشكلات أكبر في المستقبل، موضحًا أن إدارة هذه التقنيات تتطلب مشاركة فعالة من الحكومات والشركات والمجتمع الدولي لضمان الاستفادة منها بما يخدم المصلحة العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى