زيارة تاريخية: وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في دمشق لدعم الانتقال السياسي
وصل وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا، جان نويل بارو وأنالينا بيربوك، صباح اليوم الجمعة إلى دمشق في زيارة تستغرق يوماً واحداً، نيابة عن الاتحاد الأوروبي، حيث سيلتقيان قائد الإدارة السورية أحمد الشرع.
وأكد الوزير الفرنسي عند وصوله إلى العاصمة السورية أن بلاده تدعم “تطلعات الشعب السوري لتحقيق انتقال سياسي سلمي”، مشيراً إلى أن البعثة الدبلوماسية الفرنسية ستستأنف عملها قريباً في سوريا. وفي منشور سابق على منصة “إكس”، كتب بارو: “فرنسا وألمانيا معاً تقفان إلى جانب جميع أطياف الشعب السوري، بهدف تعزيز انتقال سلمي يخدم السوريين ويسهم في استقرار المنطقة”.
من جهتها، أكدت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك -وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية- أن زيارتها المشتركة مع نظيرها الفرنسي تمثل رسالة واضحة إلى السوريين بأن “بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا ممكنة”. وأضافت قبل مغادرتها برلين: “أتوجه إلى سوريا بيد ممدودة، عقب السيطرة التي حققتها قوات المعارضة السورية في دمشق وإطاحتها بالنظام السابق”.
وأوضحت بيربوك أن الهدف الحالي هو إعادة سوريا إلى مكانتها كعضو يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي، مشددة على أهمية شمولية العملية السياسية في البلاد. وقالت: “يجب أن تضمن سوريا الجديدة مكاناً لجميع السوريين، بغض النظر عن العرق أو الدين، مع توفير الحقوق والحماية الكاملة”. كما دعت إلى حماية هذه الحقوق ومنع أي تقويض لها، سواء من خلال تأخير الانتخابات أو أسلمة النظام القضائي والتعليمي.
حراك دبلوماسي مكثف
وخلال زيارتهما، يعتزم الوزيران زيارة سجن صيدنايا، الذي يعتبر رمزاً للقمع خلال حكم النظام السابق. وتشهد سوريا في الآونة الأخيرة نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً، حيث استقبلت وفوداً عربية ودولية بعد سقوط النظام السابق، لتخرج تدريجياً من العزلة التي فرضت عليها منذ قمع احتجاجات عام 2011.
وكانت فرنسا قد أرسلت في ديسمبر/كانون الأول الماضي مبعوثين إلى السلطات السورية الجديدة، وأعادت رفع علمها فوق سفارتها المغلقة منذ عام 2012 في دمشق. كما أرسلت ألمانيا في التاريخ ذاته وفداً دبلوماسياً بهدف تأسيس قنوات اتصال مع الإدارة الانتقالية، التي لا تزال تخطو خطواتها الأولى في الحكم بحذر.