الأخبار الدولية

رئيس الوزراء الباكستاني يدعو لاجتماع “هيئة القيادة الوطنية” عقب تصعيد عسكري مع الهند

دعا رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، صباح اليوم السبت، هيئة القيادة الوطنية — وهي أعلى سلطة لصنع القرار في القضايا الأمنية النووية والإستراتيجية في البلاد — إلى عقد اجتماع طارئ، وذلك في أعقاب ضربات جوية هندية استهدفت قواعد عسكرية باكستانية، وما تبعها من إطلاق إسلام آباد لعملية عسكرية مضادة تحت اسم “البنيان المرصوص”، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي.

وتُعد هيئة القيادة الوطنية الجهة المسؤولة عن الإشراف على البرامج النووية والصاروخية والأصول الإستراتيجية في باكستان، وتضم في عضويتها كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين. وقد أُنشئت هذه الهيئة بقرار من مجلس الأمن القومي في فبراير/شباط عام 2000، وتختص بوضع السياسات الدفاعية والإستراتيجية ومراقبة تنفيذها.

ونقلت قناة “سماء نيوز” الباكستانية أن الاجتماع المرتقب سيحضره كبار قادة الدولة العسكريين والمدنيين، حيث سيُخصص لتقييم الوضع الأمني الحالي وبحث الردود الممكنة على المستويين الدفاعي والدبلوماسي. وأضافت القناة أن الاجتماع سيتناول بشكل خاص تعزيز الاستعداد الدفاعي، وتقييم خيارات الردع الإستراتيجي، ومراجعة المستجدات الإقليمية بعد التطورات الأخيرة.

تصعيد عسكري متبادل

جاءت هذه الدعوة بعد شنّ الهند، في وقت متأخر من الليلة الماضية، ضربات جوية استهدفت عدة قواعد عسكرية باكستانية، وردّت باكستان بإطلاق عملية عسكرية استهدفت منشآت عسكرية هندية داخل أراضيها، مستخدمة صواريخ “فاتح” المتوسطة المدى لضرب قاعدة لتخزين الصواريخ وقاعدتين جويتين في باثانكوت وأودهامبور.

وأكد المتحدث باسم الجيش الباكستاني، اللواء أحمد شريف، أن القوات الجوية الباكستانية ما زالت تحتفظ بكامل جاهزيتها، مشيراً إلى أن بعض الصواريخ الهندية سقطت في مناطق بشرق البنجاب داخل الأراضي الهندية، واصفاً الهجوم بأنه “استفزاز خطير”.

وفي سياق متصل، أفاد سكان من القسم الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، وتحديداً في سريناغار وجامو وأودامبور، بسماع دوي انفجارات عنيفة، مشيرين إلى أن مناطق عسكرية كانت هدفاً لتلك الضربات، فيما وصف أحد المسؤولين الأمنيين السابقين الوضع بأنه “أشبه بحرب”.

الرواية الهندية: تدمير طائرات مسيّرة

في المقابل، أعلن الجيش الهندي أنه تم تدمير عدة طائرات مسيّرة باكستانية مسلحة أثناء تحليقها فوق معسكرات عسكرية في مدينة أمريتسار بولاية البنجاب، واصفاً ذلك بمحاولة “لانتهاك سيادة الهند وتعريض المدنيين للخطر”. وأضاف الجيش أنه رصد نشاطاً لطائرات مسيّرة في 26 موقعاً بمناطق حدودية قريبة من باكستان، وتم التعامل معها بنجاح.

ورغم الهدوء النسبي في العاصمة الصيفية لولاية كشمير الهندية، سريناغار، صباح اليوم، إلا أن سكاناً أفادوا بشعورهم بالخوف نتيجة الانفجارات المتكررة وأصوات الطائرات الحربية.

دعوات دولية للتهدئة

وسط هذه الأجواء المتوترة، دعت الصين الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، مؤكدة في بيان صادر عن وزارة خارجيتها ضرورة العودة إلى مسار الحلول السياسية السلمية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. كما دعت مجموعة الدول السبع الهند وباكستان إلى التهدئة الفورية والانخراط في حوار مباشر.

وفي السياق نفسه، أجرى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو اتصالاً برئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير، حيث أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن واشنطن تواصل جهودها لخفض التوتر، معربة عن استعدادها لتسهيل حوار بنّاء بين الطرفين.

جذور الأزمة

تجدر الإشارة إلى أن التوترات بين القوتين النوويتين تصاعدت منذ هجوم استهدف موقعاً سياحياً في كشمير الهندية في 22 أبريل/نيسان الماضي، وأسفر عن مقتل 26 مدنياً، معظمهم من السياح الهنود. وقد اتهمت الهند باكستان بدعم منفذي الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة، مطالبة بإجراء تحقيق مستقل.

زر الذهاب إلى الأعلى