تعثر مفاوضات تبادل الأسرى وتصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر مطلعة أنه لا يمكن اعتبار مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين تل أبيب وحركة حماس مجمدة تمامًا، إلا أن المفاوضات لم تشهد أي تقدم يذكر حتى الآن. في المقابل، أفادت صحيفة إسرائيلية بأن المحادثات لا تزال مستمرة، رغم وجود بعض الفجوات التي تعيق التوصل إلى اتفاق.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل الضغط عسكريًا على حركة حماس لإجبارها على تقديم تنازلات في إطار الصفقة، بالرغم من عدم نجاح هذه السياسة في الأشهر الماضية. ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية اجتماعًا يوم الخميس المقبل لبحث تطورات المفاوضات.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلًا عن مصادر مسؤولة أن المفاوضات مستمرة، مع وجود فجوات تحتاج إلى التوافق عليها. وبيّنت أن الأطراف المعنية تسعى إلى إتمام الصفقة قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه رسميًا. وأشارت الصحيفة إلى احتمال انعقاد المجلس الوزاري المصغر في أي لحظة إذا حدث تقدم ملموس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش وجهاز الشاباك أن حركة حماس ما زالت تتمتع بقدرة على إدارة شؤون قطاع غزة، مع غياب بديل محتمل يمكن أن يحكم القطاع. ووفقًا لمصادر أمنية، فإن تأخر إسرائيل في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن غزة قد يؤدي إلى تقويض الإنجازات العسكرية دون تحقيق هدف إسقاط حماس.
تعثر المفاوضات
واجهت مفاوضات تبادل الأسرى، التي تتم برعاية قطرية ومصرية وأميركية، عقبات متكررة بسبب إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بقاء السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، والإبقاء على معبر رفح تحت الرقابة، بالإضافة إلى فرض إجراءات تفتيش صارمة على العائدين من شمال غزة عبر ممر نتساريم.
في المقابل، تطالب حركة حماس بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة ووقف العمليات العسكرية بشكل شامل قبل القبول بأي اتفاق.
وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 10,300 فلسطيني، بينما تقدر أعداد الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة بنحو 100 شخص. كما أعلنت الحركة أن عشرات من هؤلاء المحتجزين قتلوا نتيجة الغارات الإسرائيلية العشوائية.
تصاعد العدوان
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة بدعم أميركي، وسط صمت دولي. وقد أدى ذلك إلى استشهاد وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. كما تسبب العدوان في دمار واسع النطاق ومجاعة أودت بحياة العشرات من الأطفال وكبار السن، مما يجعل الوضع في غزة إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.