الأخبار الدولية

تصاعد التوتر في الكونغو: احتجاجات عنيفة وهجوم على سفارات وسط أزمة إنسانية متفاقمة

هاجم عشرات المتظاهرين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، اليوم الثلاثاء، عدداً من السفارات الأجنبية في العاصمة كينشاسا، من بينها سفارات الولايات المتحدة، وفرنسا، وبلجيكا، ورواندا، وكينيا، وأوغندا. وطالب المتظاهرون تلك الدول بالتحرك لمعارضة تقدم متمردي “حركة إم 23” المدعومة من رواندا نحو مدينة غوما الواقعة في شرق البلاد والمتضررة بشدة من الصراع.

وذكر مراسل الجزيرة أن المتظاهرين أضرموا النيران في مبنى السفارة الفرنسية، في حين تدخلت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم أثناء محاولتهم الوصول إلى السفارات الأخرى، حيث قاموا بأعمال تخريب ونهب وأضرموا النار في بعض المباني، داعين المجتمع الدولي إلى الضغط على رواندا لوقف تقدم المتمردين.

تطورات الصراع في غوما

تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن الكونغولية والمتمردين الذين يواصلون تقدمهم نحو مدينة غوما، مما يعكس تصعيداً خطيراً للصراع المستمر منذ عقود. وأفاد سكان محليون بسماع دوي انفجارات وإطلاق نار قرب مطار غوما، الذي أُغلق بشكل كامل، بينما زعم المتمردون سيطرتهم على المدينة التي يقطنها مليونا شخص.

كما أسفرت المواجهات عن مقتل ثلاثة من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية وإصابة آخرين إثر سقوط قذيفة هاون أطلقها المتمردون بالقرب من مطار غوما، بحسب وزارة الدفاع في جنوب أفريقيا، ليرتفع إجمالي القتلى من قوات حفظ السلام والجنود الأجانب إلى 17 شخصاً.

أزمة إنسانية متفاقمة

أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الكونغو، برونو ليماركيس، أن الوضع في غوما وصل إلى مستويات حرجة، حيث يسعى مئات الآلاف من السكان للفرار من العنف. وأشار إلى أن المدينة تعرضت لقصف عنيف تسبب في مقتل وإصابة مدنيين، بينهم أطفال حديثو الولادة ونساء حوامل، بالإضافة إلى تضرر مستشفى “شاريتيه ماتيرنيل”.

وأشار ليماركيس إلى أن الأزمة الحالية تأتي في سياق أوسع يشمل نحو 6.5 ملايين نازح في أنحاء البلاد، بينهم ما يقرب من 3 ملايين نازح في إقليم شمال كيفو وحده، فيما تواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين بسبب إغلاق الطرق وانقطاع الكهرباء والمياه في المدينة.

إدانات دولية

أدانت الأمم المتحدة ودول عدة، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، دعم رواندا للمتمردين، في حين ألقت رواندا اللوم على الكونغو لفشلها في الالتزام باتفاقيات السلام السابقة، مشيرة إلى أنها اضطرت لاتخاذ “إجراءات دفاعية”.

وفي اتصال هاتفي، ناقش وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مع رئيس الكونغو، فيليكس تشيسكيدي، أهمية استئناف محادثات السلام بين الكونغو ورواندا بأسرع وقت ممكن.

أطماع الموارد

يعد متمردو “حركة إم 23” جزءاً من نحو 100 جماعة مسلحة تنشط في شرق الكونغو، المنطقة الغنية بالمعادن، والتي تشهد نزاعات مستمرة منذ عقود. وتمثل غوما مركزاً تجارياً وإنسانياً مهماً يعاني من تداعيات هذه النزاعات التي أدت إلى نزوح الملايين.

وكانت الحركة قد سيطرت مؤقتاً على غوما في عام 2012 قبل أن تُجبر على الانسحاب تحت ضغط دولي. وعادت لتظهر مجدداً في أواخر عام 2021 بدعم متزايد من رواندا، وفقاً لحكومة الكونغو وخبراء أمميين، وهو ما تنفيه رواندا بشكل قاطع.

زر الذهاب إلى الأعلى