اقتصاد

تراجع حاد في أسهم تسلا وسط ضغوط السوق والمخاوف الاقتصادية

شهدت أسهم شركة تسلا الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية انخفاضًا حادًا، حيث تراجعت بأكثر من 15% أمس الاثنين، ما أدى إلى محو جميع المكاسب التي حققتها منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

أسباب التراجع الحاد

يعود هذا الانخفاض الكبير إلى عدة عوامل رئيسة، أبرزها:

  • تخفيض توقعات التسليمات: قام محللون بمراجعة توقعاتهم بشأن تسليمات الشركة، حيث خفّض جوزيف سباك، المحلل في يو بي إس، تقديراته لتسليمات الربع الأول من 437 ألفًا إلى 367 ألف مركبة فقط، كما توقع انخفاض إجمالي التسليمات لعام 2025 إلى 1.7 مليون مركبة، وهو رقم أقل بكثير من توقعات وول ستريت التي كانت تشير إلى مليوني مركبة.
  • التقلبات الاقتصادية وتأثيرها على السوق: تعرضت الأسواق لضغوط عامة، حيث انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 4% ومؤشر داو جونز بنسبة 2.1%، مما أثر على أداء تسلا في السوق.
  • ردود فعل سياسية سلبية: أثارت مواقف إيلون ماسك السياسية الأخيرة ردود فعل متباينة، حيث واجهت الشركة احتجاجات داخل صالات عرض تسلا، إضافة إلى حالات تخريب استهدفت بعض المركبات.
  • المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأميركي: عززت السياسات التجارية غير المستقرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، مما زاد من قلق المستثمرين.

أداء السهم والتقييم السوقي

تراجع سهم تسلا بنسبة 15.42% ليصل إلى 222.15 دولارًا، وهو أدنى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن يسجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 1.8% في تعاملات ما قبل الافتتاح اليوم، ليصل إلى 226.14 دولارًا.

وعلى الرغم من استمرار تسلا في الحفاظ على تقييمات سوقية مرتفعة مقارنة بشركات السيارات التقليدية، فقد فقدت الشركة جزءًا كبيرًا من قيمتها السوقية. فبينما كانت قيمتها السوقية تتجاوز 1.5 تريليون دولار في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تراجع هذا الرقم إلى حوالي 715 مليار دولار مع انخفاض سعر السهم إلى 222 دولارًا.

أول انخفاض سنوي في تسليم السيارات

أنهت تسلا عام 2024 بأول تراجع سنوي في تسليم المركبات منذ أكثر من عقد، وهو ما يتعارض مع توقعات إيلون ماسك السابقة التي كانت تشير إلى استمرار النمو. ورغم محاولاته الإبقاء على اهتمام المستثمرين من خلال الترويج لمشاريع السيارات ذاتية القيادة والروبوتات الشبيهة بالبشر، فإن مستقبل هذه الابتكارات ما زال غير واضح.

ماذا بعد؟

يترقب المستثمرون أداء تسلا في الفترة القادمة وسط تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية، فيما تبقى مدى قدرة الشركة على استعادة زخمها في السوق موضع تساؤل، خاصة مع استمرار التحديات المتعلقة بالإنتاج والتسليم، بالإضافة إلى التداعيات الاقتصادية العالمية.

زر الذهاب إلى الأعلى