الأخبار الدولية

تحذيرات من انهيار الناتو بسبب تردد الولايات المتحدة في دعم التحالف

نقلت صحيفة “تلغراف” البريطانية عن القائد الأسبق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأدميرال الأميركي جيمس ستافريديس، تحذيره من أن الحلف قد يواجه خطر الانهيار بسبب تردد الولايات المتحدة في التزامها تجاه التحالف الأطلسي بين أوروبا وأميركا.

وأوضح ستافريديس، الذي شغل منصب قائد الناتو في أوروبا بين عامي 2009 و2013، أن التذبذب الأميركي في دعم الدفاع الأوروبي قد يمهد الطريق أمام تشكيل كيان جديد يحمل اسم “منظمة المعاهدة الأوروبية (إيتو)” ليكون بديلاً عن الناتو.

تصاعد الخلافات داخل الحلف

ووفقًا لتقرير كتبه مراسل الصحيفة في الولايات المتحدة، كاميرون هندرسون، فإن إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على زيادة الدول الأوروبية لإنفاقها الدفاعي، إلى جانب خلافه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، أثارا قلقًا متزايدًا داخل الحلف.

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، صرح ستافريديس قائلًا: “قد نكون أمام الأيام الأخيرة للناتو، فهذه قضية حساسة تتعلق بمن يجب دعمه: ديمقراطية تتعرض للهجوم أم ديكتاتور في موسكو؟”.

وأضاف أن “الخلافات الحالية تُحدث شرخًا عميقًا في الحلف، قد يمتد إلى ما بعد أوكرانيا، ويثير تساؤلات حول مدى موثوقية الولايات المتحدة كشريك استراتيجي”.

تأتي هذه التصريحات في وقت يجتمع فيه الأمين العام للناتو، والرئيس الأوكراني زيلينسكي، وعدد من القادة الأوروبيين في قمة تعقد اليوم في لندن، حيث كان من المقرر أن يطلع رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، نظراءه على محادثاته مع ترامب، إلا أن الاجتماع المتوتر بين الرئيس الأميركي وزيلينسكي طغى على جدول الأعمال.

فرصة لموسكو وضغوط على أوروبا

وأشار ستافريديس إلى أن موسكو ستستفيد بشكل كبير من هذه الانقسامات داخل الحلف، واصفًا الموقف بأنه “إنذار أحمر” للحلفاء الأوروبيين.

وأضاف أن ترامب أظهر عدم رغبته في تقديم دعم عسكري لأوكرانيا، واعتبر ذلك “خطأً جيوسياسيًا فادحًا”، ما يضع أوروبا أمام مسؤولية قيادة الجهود الدفاعية بشكل مستقل.

وفي هذا السياق، قال ستافريديس: “لو كنت أوروبيًا، لأدركت أن الوقت قد حان لتعزيز الإنفاق الدفاعي، وإنشاء شركات دفاع أوروبية، وتطوير قوات مسلحة مستقلة وهيكل قيادة خارج إطار الناتو”.

مخاوف من انسحاب أميركي ورفع سقف المطالب

وتزايدت التكهنات في الأسابيع الأخيرة بشأن نية ترامب سحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، رغم كونها دولة مؤسسة فيه.

وكان الرئيس الأميركي قد طالب مرارًا بزيادة الإنفاق الدفاعي للحلفاء الأوروبيين إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، محذرًا خلال حملته الانتخابية من أنه قد يسمح لروسيا باتخاذ إجراءات ضد الدول التي لا تفي بالتزاماتها الدفاعية.

وفي خطوة تصعيدية الشهر الماضي، دعا ترامب أعضاء الحلف إلى رفع إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ما زاد من حدة الجدل حول مستقبل الناتو والعلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وأوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى