باكستان تسقط مقاتلات هندية وتستخدم صاروخًا صينيًا لأول مرة في ساحة المعركة

في يوم الأربعاء الموافق 7 مايو/أيار الجاري، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف أن القوات الجوية الباكستانية أسقطت خمس مقاتلات تابعة لسلاح الجو الهندي. ونقلت وكالة “رويترز” عن المتحدث العسكري الباكستاني، اللواء أحمد شريف، أن الطائرات التي تم إسقاطها شملت ثلاث طائرات فرنسية من طراز “رافال”، وطائرة روسية من طراز “سو-30″، وأخرى من نوع “ميغ-29”.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن مصدراً أمنياً هندياً أكد تحطم ثلاث طائرات حربية داخل الأراضي الهندية لأسباب لا تزال مجهولة. وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الباكستاني عن إسقاط أكثر من 25 طائرة مسيّرة هندية من طراز “هاروب”، وهي طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع، في مناطق متعددة مثل لاهور وكراتشي، متهماً الهند بخرق اتفاق وقف إطلاق النار على طول خط المراقبة بين البلدين.
استخدام محتمل لصاروخ “بي إل-15”
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لحطام يُعتقد أنه يعود لصاروخ صيني من طراز “بي إل-15” (PL-15)، سقطت أجزاء منه في منطقة هوشيربور شمال شرق ولاية البنجاب الهندية. ورغم عدم وجود تأكيد رسمي على استخدام الصاروخ في العملية، فإن تقارير عسكرية تشير إلى ترجيح ذلك، خصوصًا أن هذه هي المرة الأولى التي يُسجَّل فيها استخدامه في ساحة قتال فعلية من قبل باكستان.
الصاروخ “بي إل-15” هو صاروخ جو-جو بعيد المدى، طوّرته شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC) ويخدم منذ عام 2016 في سلاح الجو الصيني. وتعد باكستان أول دولة أجنبية تشتري هذا الصاروخ وتدمجه ضمن مقاتلاتها الحديثة، مثل “جيه إف-17 ثاندر بلوك 3″ (JF-17 Thunder Block III) و”جيه-10 سي” (J-10C). وقد عرضت القوات الجوية الباكستانية علنًا، في أبريل/نيسان 2025، طائرة “جيه إف-17” مزوّدة بأربعة صواريخ “بي إل-15″، مؤكدةً دمجها الكامل ضمن ترسانتها.
قدرات الصاروخ PL-15
يتميز الصاروخ بمدى يتراوح بين 200 إلى 300 كيلومتر، بينما تبلغ المسافة القصوى للنسخة التصديرية منه “PL-15E” نحو 145-150 كيلومترًا، وهو مدى يتفوق على العديد من صواريخ الجو-جو الغربية مثل “أيم-120 د أمرام” الأميركي و”ميتيور” الأوروبي. ويُزوّد الصاروخ بباحث راداري نشط عالي الدقة، وملاحة بالقصور الذاتي، وسرعة تصل إلى 4 ماخ، ما يجعله سلاحًا بالغ الخطورة على الطائرات المعادية.
التفوق في المواجهات الجوية
يسمح صاروخ “بي إل-15” للطائرات الباكستانية باستهداف طائرات العدو من مسافات تتجاوز 60 كيلومترًا، دون الحاجة للدخول في مجال الرؤية البصرية. وتبرز أهمية هذا الصاروخ في استهداف طائرات عالية القيمة، مثل طائرات الإنذار المبكر والتزود بالوقود، من دون تعريض الطائرات الباكستانية للخطر.
ورغم امتلاك الهند صواريخ بعيدة المدى مثل “آر-77″ الروسية و”ميتيور” الأوروبية، إلا أن مداها يظل أقل من مدى “بي إل-15″، ما يمنح باكستان ميزة واضحة في الاشتباكات الجوية المحتملة.
خلفية الصراع وتطور القدرات العسكرية
شهدت العلاقات بين الهند وباكستان تصعيداً عسكرياً خطيراً في فبراير/شباط 2019، عندما أسقطت باكستان طائرة هندية من طراز “ميغ-21” باستخدام صاروخ أميركي من نوع “أيم-120 أمرام”، أُطلق من مقاتلة “إف-16”. تلك المواجهة أبرزت الحاجة لدى الجانبين لتطوير قدراتهما الجوية.
وفي أعقاب ذلك، اتجهت باكستان إلى الصين للحصول على منظومات تسليح أكثر تطورًا، بينما لجأت الهند إلى فرنسا لاقتناء مقاتلات رافال المزودة بصواريخ “ميتيور”، ما أطلق سباق تسلح جديد في المنطقة.
التعاون العسكري الصيني الباكستاني
برزت الصين خلال العقدين الماضيين كشريك استراتيجي رئيسي في تحديث البنية العسكرية الباكستانية، وخصوصاً في مجالات الجو والبر والبحر، بالإضافة إلى الأمن السيبراني. ووفقًا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لعام 2025، فإن 81% من واردات باكستان من الأسلحة تأتي من الصين.
يُعد مشروع تصنيع الطائرة “جيه إف-17 ثاندر” نموذجًا للتعاون الوثيق، حيث أسهمت الصين في تصميم الطائرة وتوفير المكونات الرئيسية، ما مكّن باكستان من إنشاء خط إنتاج محلي يعتمد على التكنولوجيا الصينية، ويخدم في مهمات جوية متعددة تشمل القتال الجوي، وضرب الأهداف الأرضية، وتنفيذ مهام الاستطلاع الإلكتروني.