بافيل دوروف: من مؤسس تيليغرام إلى شخصية مثيرة للجدل عالميًا
واجه بافيل دوروف، مؤسس “تيليغرام”، العديد من اللحظات التي جعلته نجمًا في عالم الصحافة والتكنولوجيا، خاصة بعدما تجاوزت منصته 900 مليون مستخدم نشط. وقد جذب الأضواء أيضًا بحياته الشخصية، إلا أن كل ذلك تلاشى أمام لحظة اعتقاله في مطار لو بورجيه الفرنسي، حيث تفاجأ العالم باتهامه بالتورط في نشر محتوى إباحي للأطفال.
أصبح دوروف بين عشية وضحاها شخصية مثيرة للجدل عالميًا، بين من يراه مدافعًا عن حرية التعبير ومن يراه مستفيدًا من تسهيل الأنشطة الإجرامية عبر العالم الرقمي. ولكن وسط هذا الجدل، يبقى التساؤل: من هو بافيل دوروف الحقيقي؟
بداية نبوغ دوروف
وُلد بافيل دوروف عام 1984 في الاتحاد السوفيتي، وانتقل مع أسرته إلى إيطاليا وهو في الرابعة من عمره، ثم عادوا إلى روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث عمل والده أستاذًا في جامعة “سانت بطرسبرغ”. تميز بافيل وشقيقه الأكبر نيكولاي منذ الصغر بذكائهما الفائق وحبهما للرياضيات، حيث فاز نيكولاي بميداليات ذهبية في الأولمبياد الرياضية، في حين كان بافيل التلميذ المثالي في جامعته لعدة سنوات.
بدأ اهتمامهما بالبرمجة في سن مبكرة، بعد حصولهما على حاسوب “آي بي إم إكس تي” في بداية التسعينيات، وهو أمر نادر آنذاك في روسيا. في عام 2006، أسس دوروف منصة التواصل الاجتماعي “فكونتاكتي” (Vkontakte)، ما أكسبه لقب “زوكربيرغ روسيا”. لكن، بخلاف نظيره الأميركي، دخل دوروف سريعًا في صراع مع الكرملين بعدما رفض طلبًا بالكشف عن بيانات المستخدمين المشاركين في احتجاجات ضد الحكومة الروسية.
تحدٍ للسلطات
في عام 2014، تخلى دوروف عن حصته في “في كيه” وباع جميع أسهمه، مغادرًا روسيا إلى الأبد. قرر بعدها نقل مقر “تيليغرام” إلى دبي في 2017، حيث استقر هناك وحصل لاحقًا على الجنسية الإماراتية. منذ تأسيس “تيليغرام” في 2013، رفع دوروف راية حماية الخصوصية ورفض إتاحة “باب خلفي” للسلطات لمراقبة مستخدمي المنصة، مما دفع السلطات الروسية لمحاولة حظر التطبيق في 2018، لكن الحظر رفع في 2020 بشكل مفاجئ.
هل هناك صفقة سرية؟
رفع الحظر عن “تيليغرام” أثار تكهنات بوجود صفقة سرية بين دوروف والكرملين، لا سيما بعد تواجده هو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أذربيجان في وقت متزامن، قبل أيام من اعتقاله. وفي حين نفت الأطراف المعنية أي لقاء بينهما، فإن توقيت الأحداث عزز هذه الشكوك.
استهداف غربي؟
مؤخرًا، أصدرت فرنسا أمر اعتقال ضد نيكولاي دوروف، شقيق بافيل، بالتهم نفسها. وبالنظر إلى دور “تيليغرام” في احتجاجات سابقة، فإن هناك من يرى أن التحرك الفرنسي قد يكون له أبعاد أعمق من مجرد مكافحة استغلال الأطفال.
بهذه الخلفية المتشابكة، يبقى بافيل دوروف شخصية غامضة، تتباين حولها الآراء بين الدعم والاتهام.