المحلل هال براندز: الذكاء الاصطناعي قد يدفعنا نحو الحرب العالمية الثالثة
تأثرت العالم بشكل كبير خلال العامين الأخيرين بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها، مما أدى إلى تغييرات جذرية في حياتنا اليومية نتيجة للتطورات المتلاحقة في هذا المجال.
من المتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغييرات كبيرة في مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك خدمات الحكومات للمواطنين، وطرق القيادة للسيارات، وتشخيص الأمراض وعلاجها من قبل الأطباء، وإعداد الطلاب للأبحاث وكتابة المقالات العلمية.
يثير المحلل الاستراتيجي الأميركي هال براندز، في تحليله الذي نُشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء، عدة أسئلة حيوية، منها ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيكون ثوريًا، وهل سيؤدي إلى تغيير في ميزان القوى العالمية، وهل سيمكن الأنظمة الاستبدادية من فرض سيطرتها على العالم، وهل سيؤدي إلى تسريع وتشديد الصراعات وإفلاتها عن السيطرة، وبشكل عام، هل سيؤثر على تطورات الشؤون العالمية بشكل كبير؟
من الواضح أنه من الصعب في الوقت الحالي تقديم إجابات نهائية على هذه الأسئلة، حيث تتوقف تأثيرات الذكاء الاصطناعي في النهاية على قرارات القادة والدول، وغالباً ما تسلك التكنولوجيا مسارًا غير متوقع.
من المهم أن ننظر إلى احتمالية أن الذكاء الاصطناعي قد لا يحدث التغييرات المتوقعة، ولكن يجب أن نفكر في تأثيره على خطورة التصعيد في الصراعات.
يرى براندز، الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز، أن الذكاء الاصطناعي قد يجعل الصراعات أكثر تدميراً وصعوبة في السيطرة عليها، حيث يتوقع بعض المحللين أن يتفوق الآلات في قيادة الطائرات المقاتلة على البشر، وتستطيع هجمات الكترونية آلية تدمير شبكات المعلومات للخصوم، وتسرع الخوارزميات المتقدمة عمليات اتخاذ القرارات العسكرية.
ومن المهم أن نلاحظ أن اعتماد القرارات العسكرية على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تصعيد سريع، بما في ذلك تصعيد نووي، مما يجعل القادة يندهشون من الوضع، وفقاً للتقرير.
باختصار، يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تغيير في طبيعة الحروب، بدءًا من توفير صيانة استباقية للمعدات وزيادة دقة الاستهداف.
وبالنسبة للجوانب الاقتصادية والاجتماعية، يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل التكاليف وزيادة العائدات للدول الاستبدادية، ويمكنها استخدامه في مراقبة المواطنين والتحكم فيهم، ونشر الأخبار المزيفة لتشويه السمعة.
ومع ذلك، يجب أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي قد يقلل من مخاطر التصعيد العالمي عن طريق مساعدة صناع القرار في فهم الأزمات والصراعات، ويمكنه توفير معلومات دقيقة حول الاستعدادات العسكرية للخصوم.
بشكل عام، فإن السيطرة على التكنولوجيا الذكية قد تمنح الدول القوة والتأثير على الصراعات والشؤون الدولية.